للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أن فتح المك عبد العزيز مدينة حائل وانقضى ملك آل رشيد صلحًا على يد ابن سبهان وكان من الصلح أن يعفو الملك عبد العزيز عن آل رشيد ومن شايعهم من أهل حائل ومن أولئك العوني.

ولذلك صار العوني حرًّا، فذهب من حائل إلى القصيم وتزوج بامرأة من أسرة العقيلي، ثم ذهب إلى الرياض فوفد على الملك عبد العزيز آل سعود، ويقال: إن الملك عبد العزيز هو الذي استدعاه فأكرمه الملك بان أنزله في بيت خاص به مثل البيوت التي أنزل فيها آل رشيد حكام حائل السابقين وأجرى له المصروفات اللازمة لبيوت الوجهاء في ذلك الزمان.

وبقي الأمر على ذلك فترة إلى أن جاء بعض جواسيس الملك عبد العزيز آل سعود إليه، وذكروا له أن العوني يسهر مع الرشيد في بيت معين ويظلون يتناشدون أشعار العوني، ويتحدثون بالأمور التي كانوا عليها أيام حكمهم.

فلم يقتنع الملك عبد العزيز بذلك حتى تنكر واستمع إليهم من دون أن يراه أحد، فعل ذلك أكثر من مرة فلما تحقق منه خشي من عاقبة الأمر فتنة أو ثورة أو اضطرابًا لاسيما أنه أعرف الناس بتأثير شعر العوني على الأحداث، وربما كان في ذهنه قول والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل:

لو قرن العوني في شعره بين جبلين تقاتلا.

وإذا لم يكن هذا القول في ذهنه فإنه يعرف ذلك يقينًا فأمر بالقبض على العوني وإلقائه في سجن المصمك في الرياض وقد بقي فيه شهرين أو نحو ذلك أمر الملك عبد العزيز بنقله بعد ذلك إلى الأحساء، وإرساله مقبوضا عليه إلى الأحساء وأميره آنذاك عبد الله بن جلوي، وأن يحبسه حتى يموت على أن لا يصله منه أذى يمس حياته حفاظًا على ما تعهد به الملك عبد العزيز من الاتفاقات بشأنه.