وعندما بلغه ما بلغه من اجتماعات العوني بآل رشيد في الرياض، وعدم إخلاصه له أمر بسجنه في الأحساء متجنبًا قتله الذي كان سهلًا عليه، ولكنه كان قد تعهد بعدم قتله.
وهكذا كان.
وقد حاول العوني عبثًا أن يستدر عطف الأمير عبد الله بن جلوي عليه، وأن يعمل على إطلاقه، وذلك في قصيدة طنانه، بل في قصيدتين نظمهما في سجنه، الأولى منهما لامية موجهة للأمير نفسه، والثانية ميمية موجهة إلى ابني الأمير.
وهذا نص الأولى:
يا طير بالله شفني واذكر احوالي ... وحدّر او خبّر ابحالي مزبن الجالي
قل يا حماها من الرمله إلى البحر ... إلى عمان إلى سلمان الأجلال
بالراي والفتل والسيوف إلى ضحكت ... تبكي ارقاب العدى والدم شلال
يا أبو فهد يا مناي اويا ذخيرتي ... يا لولب الراي يا فكاك الأشكال
اشكي لك الحال واشكي مصيبتي ... وانخاك عشر او خمس صوتهن عالي
واندبك وانا بحبس صك واغلقوا ... بابه او خلون به يا حيد الأثقال
واخبرك باللي جرا لي من امعزّبي ... عظمت اذنوبي ولا ادري ويش غربال
وانخاك ترضيه لي بالجاه والثنا ... وتزبل ما غيّضه يا حامي التالي
ترا جميع المعارف لي تنكروا ... يوم اوجسوا غيض فلق رآي الأبطال
وعادون كل الملا ولا بقى لنا ... منهم حذاك انت يا زبني عن الصالي
وذكرت مالي سوى مولاي مقصدي ... ثم انت يوم انهن جنن الآمالي
لو كنت بالعارض المذكور منتزح ... ونت ابهجر به تشيد المجد بالعالي
من صكته ضيقة الدنيا وشدتها ... ذكر ملاذه ولو دونه زما اللال
وذكرت يوم استجاش الغيظ بالحشا ... إن مالي بنجد غيركم والي
يا ضاري هيبته عمّت على العدى ... تزلزلت من رهقها صم الأجبال