جعل الشاعر العوني يرسل الإشارات للأمير ابن جلوي يستطعفه فيها، ويطلب إعطاءه الحرية أو بعضها، ولكن الأمير ابن جلوي ينفذ أمر الملك عبد العزيز بسجن العوني حتى يموت في السجن أو يجد له - أي الملك عبد العزيز - في أمره شيء غير ذلك.
وكان الملك عبد العزيز قد وافق مرتين بالمحافظة على حياة العوني أحدهما لزعيم بريدة في وقته محمد بن عبد الرحمن بن شريدة عندما أعلن أمير بريدة والقصيم محمد بن عبد الله بن مهنا الذي كان الملك عبد العزيز آل سعود عينه في إمارة بريدة خلفًا لابن عمه صالح بن حسن المهنا، وكان العوني ممن أيدوا محمد بن عبد الله المهنا في فصل القصيم، واستقلاله بخروجه عن طاعة الملك عبد العزيز في عام ١٣٢٥ هـ.
وقد عمل محمد بن شريدة على إعادة الأمور إلى نصابها، وإدخال الملك عبد العزيز إلى بريدة وطلب من الملك عبد العزيز ألَّا يمس كل من شارك في هذه الحركة لا بأموالهم ولا بأنفسهم، وعلى رأسهم محمد بن عبد الله المهنا والشاعر العوني، والشاعر الصغيِّر.
وقد وفي الملك عبد العزيز بوعده ذلك، فانتقل العوني إلى حايل ملتحقًا بأعداء ابن سعود حكام حايل من آل رشيد في ذلك الوقت، إلى أن فتح الملك عبد العزيز حايل صلحًا وبموجب شروط مشابهة لما حصل في القصيم اتفق عليها معه ابن سبهان ومن الذين شملهم الاتفاق بالمحافظة على حياتهم الشاعر محمد بن عبد الله العوني.
وقد وفى الملك عبد العزيز آل سعود بوعده مرة أخرى وأبقى العوني عنده في الرياض مكرمًا أسكنه في بيت، وصار ينفق عليه ما يحتاجه، وإن لم تكن له منزلة رفيعة في نفسه.