قلت لك: إنني لا أحفظ جميع القصائد التي أنشدها عندما كان في الحبس، وإنما أحفظ أبيات من قصيدة أنشدها بعبد الله بن جلوي خلاف القصيدة اللامية المشهورة - كما أحفظ أبيات من ثلاث قصائد كل معانيها رجوع إلى الله وابتهال إليه خلاف قصيدته المعروفة بالتوبة - فخذ أولًا ما أحفظه من قصيدته بابن جلوي التي جاء منها قوله:
يا أبو فهد مالي بنجد محبين ... عادون كل الناس من غير عله
من اول بالامس ربعي كثيرين ... واليوم كل قال: للنار خله
من يوم شافوا غيظ زين المخلين ... كل جرد سيفه على العرض سله
ما منهم اللي رجحه بالموازين ... اورد عني عند شيخ لعله
يا أبو فهد يا ذخرتي لا تخلين ... مهجور في دار العنا والمذله
أرجيك ترضي لي إمام السلاطين ... اعز من فوق الوطا داج كله
رجواي بالله ثم بك وانت تكفين ... عن كل من ورد ذراعه وشله
نجم الذخيرة يوم عافون الادنين ... خزن لقيته يوم جا وقت حله
حامي أوقام بكل درب لنا زين ... وبالله وعونك كل درب تحله
يا لولب القالات غش المعادين ... يا سور سور الشرف انته هل له
بمهندات برقهن يبهر العين ... للدم من الهامات وبل تهله
واسلم ودم بالعز والنصر والدين ... لازلت حيد نلتجأ حدر ظله
وأختم صلاتي عد ما خطت السين ... علي نبي فضل الله محله
عندما انتهى السيد الدرازي من تلاوته لهذه القصيدة التي نقلتها منه قلت له - وافني بالقصائد الثلاث التي ذكرت أن فيها ابتهال إلى الله - فقال لم احفظ إلا أبيات قليلة من كل قصيدة فقلت هات الذي تحفظه - فذهب وأنشدني ما يحفظه باديًا أولًا بقصيدة ينادي الشاعر بها الله تعالى فيقول:
يا حي غيرك ما بقي لي رجا حي ... تقطعت عنا العرى والعنايا