ما غير عروتك الوثيقة بقى شي ... متمسك به عن شرور البرايا
العايذ اللائد بجالك تحت في ... عفوك ولطفك يا جميل العطايا
مولاي زبني مقصدي من ترى في ... اليا عاد مالي بالخلايق دنايا
اليا عاد عبد مذنب والعمل سي ... من ذا الذي غيرك يغفر الخطايا؟
وقد مضى الدرازي وقال هذا ما أحفظه من قصيدته التي على هذه القافية والمتضمن معانيها استنجاده بالله تعالى - أما القصيدة الثانية التي خلاف هذه القاقية وهي على هذا المنوال فهي الآتية:
بالله يا سامع نبأ صوت ذا النون ... وهو في بطن الحوت والموج غاطيه
اسمع دعا عبد غريب ومسجون ... في ظلمة ماله صديق يحاكيه
بين الرجا واليأس بالسجن مرهون ... ما حد رحم حاله ولا احد يواسيه
تقطعت، ماله رفيق بذل عون ... الا انت يا مناع الادراك تنجيه
ناس لهم ناس وناس يداعون ... وانا بلا داع ولا حد نظر ليه
غير انت ياللي دبر الملك والكون ... انت الرجا وانت حجا من لجا فيه
لي منهم قاموا لبعضهم ينادون ... اقوم انا له وارفع الراس وادعيه
ويختم السيد الدرازي محفوظاته من قصائد رفيقه في السجن بالقصيدة التي يزعم الراوي أنها آخر قصيدة أنشدها العوني عندما كان بالسجن والأصح آخر قصيدة حفظها منه قبل مغادرته له وهي الآتية:
يالله ترى غيرك فلاني بداعي ... ولا شوف حبل للسبب غير دعواك
تكللت ببيان كل المساعي ... ولا شوف انا باب سوى باب رجواك
يا خير من يدعى وبدعيه داعي ... يا فارج الضيقات حلال الاشراك
أفرج لعبد ما وراه امتناع ... الا امتناءك ثم جودك ورجواك
عبد زبن بابك مخيف يراعي ... يرجي الفلك له منك يا مدير الافلاك