كما كان لحبه العلم الأثر البالغ في تربيته لأبنائه فقد حرص أن يكونوا من طلبة العلم الشرعي المشتغلين به.
وفي آخر عام ١٣٩٩ هـ ولما رأى ضعف والده وكبره وحاجته لقربه منه ترك الرياض وتخلى عن جميع أشغاله وتجارته ورجع لبريدة فلزم والده في خدمته وذهابه وإيابه حتى توفي والده عام ١٤٠٨ هـ رحمه الله.
وبعدها تفرغ الوالد للعبادة وقراءة القرآن والذكر فما يرى إلا من البيت للمسجد حيث كان بطبعه غير ميال للذهاب والإياب.
وكان بابه مفتوحًا للضيافة والزائرين مع أريحية وانبساط لهم كما كان محبًا للمساهمة والمشاركة المالية في أوجه الخير والإحسان في الفقراء والمساكين وخاصة في ما ينشر الدعوة والعلم من طبع الكتب ونحوها، ومما أذكره أني عرضت عليه المساهمة في طبع كتاب عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين في مجلدين كبيرين للشيخ صالح بن إبراهيم البليهي رحمه الله لتوزيعه على طلبة العلم، فطلب ألا يعرض الموضوع على غيره، وتكفل بطباعته كاملًا دون مشاركة من غيره فتم توزيعه على طلاب العلم في القصيم وفي الحرم المكي وسائر مدن المملكة وحتى خارجها.
ومن أثر ما جمع له من حب السخاء وحب العلم ما كان من وصيته من إيقاف مكتبة علمية متكاملة في علوم الشريعة واللغة العربية حوت نفائس من المطبوعات والأمهات في شتى الفنون في التفسير وأصوله والسنة وشروحها والفقه وأصوله وقواعده والعقيدة والوعظ والسلوك والنحو والمعاجم والتاريخ والسير والأدب وغيرها في نحو خمسة عشر ألف مجلد وضعت حسب وصيته في مكان عام يرتاده محبو القراءة والمعرفة والدارسين والباحثين.