ومن مشايخه الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن عتيق الذي كان إمامًا لأحد الجوامع في الرياض، وعمل في التعليم ثم عضوًا في الدعوة والإرشاد، وكان الوالد يحضر دروسه ومواعظه، وكان الشيخ إبراهيم يزور الوالد كثيرًا في الرياض، وحتى بعد رجوع الوالد لبريدة كان الشيخ يأتي لبريدة قاصدًا زيارة الوالد والإقامة عنده أيامًا مع الوعظ والتوجيه في مسجد بريدة.
وممن لقيهم من أهل العلم وطلبته في الرياض الشيخ علي بن محمد الجردان حيث كان الشيخ علي من المولعين بالقراءة في كتب العلم، فكان له دكان غرب الجامع الكبير بالرياض، ولكنه لم يكن مشغولًا بالبيع والشراء وإنما كان دكانه مليئًا بالكتب التي يأتي بها ليقرأها، وقد نظم الشيخ علي درسًا في دكانه لمحبيه من أهل السوق يجتمعون عنده فيقرأ ويعلق، وكان منهم الوالد بل من أشدهم حرصًا على الدرس اليومي يقارب الساعتين كل صباح، وأذكر أن مما قرأ في الدكان الصحيحان والترغيب والترهيب، وتفسير ابن كثير والبداية والنهاية، وحسب علمي أن البداية والنهاية قد كررت قراءته أكثر من مرة بالإضافة لبعض كتب المواعظ ككتاب التوابين لابن قدامة وقرة العيون المبصرة وغيرهما.
ولقد أثرت هذه المجالس في حياة الوالد من جوانب متعددة كجانب لزومه العبادة وجانب حب العلم الشرعي والتشجيع عليه، ومما يذكر جانب العلم الشرعي أن الوالد كان يشجع كثيرًا من النابهين من أبناء بريدة وخاصة الدارسين في المعهد العلمي للرحيل بعد التخرج من المعهد للرياض للدراسة في كلية الشريعة ولزوم مشايخها والاستفادة منهم، وكان مع حثه لهم يتابع مقامهم في الرياض فيصلهم ويساعدهم ماديًا، ويقرضهم ليتفرغوا لطلب العلم، وكان يسكن كثير منهم في بيوتات في الرياض على شكل مجموعات فكان يتعاهدهم أيام الامتحانات بإعداد عشائهم وغدائهم من بيته ليتفرغوا لطلب العلم،