الاجتماعي) فأجاب يرحمه الله (إني بهذا العمل أقدم خدمة الوطني أولًا من خلال توظيف بني جلدتي، وثانيا لعملي إذ أنك سترى هؤلاء خلال بضع سنوات وقد اكتسبوا الخبرات اللازمة يقدمون لهذه الشركة جل نشاطهم وولائهم).
وبالفعل فقد تحقق ما ذكره يرحمه الله فهم الآن يتبوعون أعلى المراتب في شركة العويضة.
وحاجاتنا لهذا الرجل في هذا الوقت بالذات تنبع مما يتمتع به يرحمه الله من محبة الناس بجميع طوائفها ولما يقوم به من أعمال خيرة، فهذه المحبة جعلت رأيه وكلمته يرحمه الله ذات ثقل ووزن يحسب لها ويؤخذ بها سواء بين المثقفين أو بين العامة من الناس.
وحاجتنا لهذا الرجل في هذا الوقت بالذات تنبع مما يتمتع به يرحمه الله من حكمة ونظرة ثاقبة لا تتأثر بالفعل أو رد الفعل المباشر (الذي نراه هذه الأيام من البعض بل ينظر إلى المواضيع من جميع جوانبها قبل أن يتخذ قراره، والذي يكون من أول وهلة في معظم الأحيان محل استغراب شديد من المستشارين يظهر بعد فترة من الزمن صواب قراره.
لقد كان يرحمه الله أسطورة بنى أمبراطورية من لا شيء كان جريئًا مقدامًا، عطوفًا محبًا للخير، فقد حدثني أحد سائقيه والذي عمل معه لفترة تزيد على العشرين عامًا أنه يرحمه الله أثناء رحلات العمل لتفقد المشاريع كان يصر على مشاركة العمال أكلهم، ولا يرتاح له بال حتى يتأكد من أن الجميع قد تم توفير كل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب.
رحمه الله كان يجد الوقت لكل شيء حتى إننا كنا نقول: كيف يستطيع التوفيق بين المنزل والعمل، فقد كان يرحمه الله رب أسرة من الطراز الأول،