للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه سمو ولي العهد حفظه الله. وحاجتنا لهذا الرجل في هذا الوقت بالذات تنبع مما يتمتع به يرحمه الله من غيرة دينية شديدة، وثقافة عالية تجعله يجمع بين ما يحتاجه الفرد في هذا الوطن للحفاظ على دينه وعدم التفريط بالثوابت الشرعية، وبين الحاجة إلى استيعاب المتغيرات الدولية المتسارعة والمثيرة بشكل سلمي وسليم لا يؤدي إلى خلخلة في المجتمع الذي تعود على بطء التغيير، وحاجتنا لهذا الرجل في هذا الوقت بالذات تنبع أيضًا مما يتمتع به يرحمه الله من وطنية خالصة يندر وجودها، وهي مواقف كثيرة ومعروفة، ومنها موقفه أثناء حرب الخليج الثانية وتعرضه يرحمه الله لضغوط من بعض المقربين منه للقيام بنقل بعض أمواله إلى الخارج مثل ما فعل بعض رجال الأعمال إلَّا أنه يرحمه الله رفض ذلك بشدة، بل وانتقد كل من قام بذلك، وقال: إنني لن أتخلى أو أقوم بأي عمل قد يؤثر سلبًا على هذا الوطن المعطاء.
ومن مواقفه الوطنية يرحمه الله كانت تجربة شخصية معي قبل حوالي خمسة عشر عامًا عندما قمت بزيارة لشركة العويضة وتجولت في أقسامها فقد لاحظت العشرات من الشباب السعودي ذوي الخبرة المحدودة جدًّا، وعلمت أن ما يتقاضونه من رواتب كانت عالية مقارنة بما يقومون به من أعمال.
وبعد هذه الجولة زرته يرحمه الله في مكتبه وذكرت له استغرابي من وجود العشرات من السعوديين الذين يتقاضون مرتبات عالية لا تتناسب وما يقدمونه من عمل، وذكرت أن ذلك ليس من طباع رجال الأعمال الذين يضعون الربح نصب أعينهم.
وأذكر أنني قلت له: إنني أتجول في هذه الشركة وكأنني في (مركز للضمان