ومنهم محمد بن عبادة بن حمود، له من الأبناء: عبد الرحمن وصالح، عمل محمد بالزراعة بالمزرعة التي خلفها له والده، بالإضافة إلى عنايته بطلب العلم، فقد كان له اتصال ببعض المشائخ مثل زوج ابنته، عبد الله بن حمود التويجري، وقد كان يخلفه في صلاة الجمعة، وقد حفظ القرآن كاملًا، وقد ذكر لي محمد بن سالم السالم الذي كان يعمل في دار التربية ببريدة قال: خرجت في يوم من الأيام من العمل بدار التربية وكان الوقت ظهرا والحرارة شديدة ولا يوجد في ذلك الوقت وسائل نقل متوفرة فتوجهت إلى مسجد العشاب في شارع الصناعة ببريدة القريب من دار التربية لاستريح فيه فترة الظهيرة، وهذه عادة كانت موجودة، لقلة وسائل التبريد والابتعاد عن صخب الصغار في البيوت، كان بعض الرجال يقيلون في المساجد، فلما استلقيت لأنام سمعت أحدًا يقرأ القرآن، فرفعت رأسي لأرى من هو الذي يقرأ فلم أرى أحدًا، فعدت لأنام، فاستمرت القراءة، ففعلت مثل ما فعلت، فلم أرى أحدًا، فعلت ذلك عدة مرات، وأخيرا اقتربت من الصوت وإذا القاريء محمد بن عبادة رحمه الله.
وكذلك تواصله مع الشيخ فهد العبيد، قال حفيده: كان لي قصة طريفة مع جدي محمد وفهد العبيد، ففي صباح أحد الأيام وكان عمري آنذاك حوالي العاشرة، قال لي جدي أريد أن أذهب إلى فهد العبيد وأريدك أن تمسك يدي - لأنه قد فقد كثيرًا من بصره - فذهبنا إلى منطقة السوق، وقفنا عند دكان بابه من الخشب، ودخلنا فيه وسمعته قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردَّ الجالسون عليه السلام حيث كانوا أكثر من رجل، ثم جلس جدي بجوار الرجل الذي يجلس بصدر الدكان، وعرفت فيما بعد أنه هو فهد العبيد.
وكان لا يرضى أن يلقب بالشيخ، فأحيانًا يزجر من ينعته بها.
فدار بينهما حديث لم أفهمه إلَّا أنه علق بذاكرتي أسماء رجال مجردة