أما الحياة اليومية فإن قهوة الصبح من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس وبعد طلوع الشمس قل أن تجد رجلًا في بيته، صاحب الدكان في دكانه وصاحب البيع والشراء بالجردة وصاحب المواشي عند مواشيه وصاحب البناء مع البناء.
وقبل صلاة الظهر بساعة ونصف كل في بيته والغداء تمر ولبن ثم النوم حتى صلاة الظهر وبعد صلاة الظهر القهوة والراتبة حتى صلاة العصر وبعد صلاة العصر مباشرة كل في دكانه أو عند مواشيه.
وبعد صلاة المغرب القهوة الراتبة كل له أصدقاء كل ليلة عند واحد يبحثون اللي راح واللي جاء واللي باع والذي اشترى حتى صلاة العشاء الآخر ثم كل يذهب إلى بيته يتعلل مع أهله إلَّا رجل عازم أو معزوم.
أما الشباب العزاب فإن لديهم راتب بعد صلاة العشاء الآخر وكذلك العقيلات الذي قل أن تجد يوم ما يجي فيه عقيلي وطبعا قهاويهم بعد صلاة العشاء الآخر.
وعقيل هؤلاء معروفين فهم على درجة عالية من مكارم الأخلاق وبعيدين كل البعد عن الرذيلة وسمعتهم عالية عند الحاضرة والبادية، ولهم مواقف مشرفة ومزايا يصعب عدها والرجل الذي يمشي معهم يربونه أحسن تربية، تجد الواحد منهم لا يهمه شيء معروفين بالإقدام على المصاعب فالرجل لا يخيفه شيء ولا يهمه تخطي المصاعب والإقدام ولا تقاعس عن المهمات والملمات مهما كانت.
وفيه مثل ببريدة زمان إذا رأوا الرجل الطيب قالوا هذا ماشي مع عقيل ومربينه عقيل،
وإذا رأوا الرجل الهين البسيط قالوا هذا ما مشى مع عقيل ولا يهمك وهناك أيضًا جماميل وهم الذين كانوا ينقلون البضائع من الجيبل والاحسا والعقير ويسمونهم جمال الحداجة وهم معروفون بصلابتهم وقوة احتمالهم للمصاعب والجوع والعطش أحيانًا ويمشون على أرجلهم وراء الجمال المحملة.
وهنا العوضية الذين كانوا يجلبون الأموال من مكة المكرمة لأن جدة في