ومنهم الشيخ فهد بن عيسى بن عبد الكريم العيسى والده عيسى الملقب عيسى (الطمل) كان نشأ في نعمة ورفاه في حياة والده، فانصرف إلى طلب العلم والتفرغ له وحفظ القرآن عن ظهر قلب وبرز في طلب العلم، ولكن أحواله المالية مثل أغلب الناس قد تدهورت، وصار يعاني الفقر والعوز بعد الثروة التي كانت لوالده.
عرفت فهد العيسى زميلًا في طلب العلم إلا أنه لم يكن يقرأ معنا لأنه كان أسن منا، فلم يقرا على شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد ولا على شيخنا الشيخ أحمد الخريصي لأنه كان أسن منهما، وهو أي فهد عالم مثلهما وإنما كان يلازم الدرس مستمعًا.
وباحثته فوجدته ذكيًّا فطنًا مطلعًا على الفنون العلمية وبخاصة ما يتعلق بالعقيدة والأمور العويصة منها.
من ذلك أنه كان يشكوا إليَّ من عدم فهمه للقدر ويقول: كما قال بعض العلماء: أموت وفي نفسي من القدر شيء.
كيف يخلق الله سبحانه وتعالى ابن أدم ويخلق الخير والشر ويقدر على كل شخص أن يكون سعيدًا أو شقيًا طائعًا له أو عاصيًا ثم يعاقبه على معصية قدرها عليه؟
فقلت له: ينبغي أن تقرأ (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن القيم رحمه الله فهذا الكتاب كله في هذا الموضوع فقال: لقد قرأته وقرأت بحوثًا كثيرة في بابه فلم تجل ما في خاطري.
ثم قال: أنا اعتقد بما يعتقد به أهل السنة ولكن ذلك من باب التسليم.
وكان يبحث معي كثيرًا في مثل هذه المسائل التي يقول إن الذين يفهمونها من طلبة العلم قليل.
ولفهد العيسى نكت وأخبار لطيفة من ذلك أنني كنت في عام ١٣٦٥ هـ أقرأ