وقد انتهى ذلك النزاع بعزله حتى ذاق مرارة الفقر، ولذلك فقد باع جميع ما يذكره ببريدة من عقار ومتاع ثم ارتحل عنها نهائيًا إلى الرياض غضبًا على بريدة وعلى أهلها ذاكرًا أنه لن يعود إلى بريدة، إلا إذا تحقق المستحيل.
وما كاد يصل إلى الرياض حتى عينه الملك سعود بن عبد العزيز مديرًا للأمن العام في المقاطعة الشرقية من المملكة وهو منصب كبير لم يكن يحلم به ولا يقاربه منصبه الصغير السابق، واليوم قابلته عائدًا إلى بريدة بعد أن أصبح من الأثرياء وأصبحت له ممتلكات في الدمام والمنطقة الشرقية.
لقد قال لي: إنه رجع عن رأيه السابق وسوف يقضي بقية أيامه في بريدة.
لقد قلت إن الأحداث دائمًا في ذاتها عظة وأية عظة، ولذلك فسوف أشير إشارة إلى أن صاحبنا هذا لو لم تكن بينه وبين أعيان بريدة الخصومة التي فصلتها في المكان السابق من هذه اليوميات (١) لما تحقق له أن شغل مركزه ذلك المركز الضخم الذي هو عبارة عن وكيل وزارة الا وزير لها، وليس وكيل وزارة فحسب ولكنه وكيل وزارة يتصل عمله بالأمن ويراس دوائر من بينها البوليس السري الذي هو سيري في كل شيء حتى في مصروفاته.