وجد نافع ثغرة في طرح التولب فلا مقارنة بين هاوية هتلر وهاويتهن حسب زعم التولب، فقال مدفوعا بكرامته التي تهان:
أي مقارنة هذه؟ أتخفي عليك هاوية هتلر؟
تهون هذه الهاوية أمام هاوية الحروب وهاوية قيادة الأسرة في كل بيت.
أتزعم بأن للمرأة دورا في الحروب إلى جانب زعمك بقيادتهن للبيوت؟
فتش عن المرأة تجدها خلف كواليس الحروب، فمن الحرب خوفًا عليهن لدرجة وأدهن، أو الرغبة في سبيهن، إلى زنوبيا والبسوس والحولاء إلى وا معتصماه، بل إلى كل امرأة ترفض فلذة كبدها حتى يأخذ بثار أبيه، إلى كل امرأة تلطم الخد وتشق الجيب حتى تقوم الحرب، إلى كل فتاة جميلة ترفض أن يضاجعها بعلها وهو لم يأخذ الثأر وممن؟ من الأقارب وبتعبير يقطر أسي وحزن، يقول البحتري:
تذمَّ الفتاة الرود شيمة بعلها ... إذا بات دون النار وهو ضجيعها
حميَّة شعب جاهلي وعزة ... كليبيّة أعيا الرجال خضوعها
تُقتّل من وتر أعز نفوسها ... عليها بأيد ما تكاد تطيعها
إذا احتربت يومًا ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها
شواجر أرماح تقطع بينهم ... شواجر أرحام ملوم قطوعها
رجال تقتل أقاربها فإذا فاضت دماؤها تتذكر القربي فتبكي، ولا تستطيع إلَّا تنفيذ أوامر الزوجات لأنهم آلات بأيديهن.
وأسلحتهن لا تقتصر على الرجال كآلات بل هناك ذخائر من نوع آخر،
في مسرحية (جمهورية جنونستان) لنزار قباني، أخرجت المرأة مرآة ومشطًا وعلبة بودرة وأنبوب أحمر شفاه وقارورة عطر، وقالت للمسلحين الذين طلبوا منها إخراج أسلحتها: صدقوني أنا لا أخبي شيئًا والسلاح الذي وضعته أمامكم هو السلاح الذي تحمله كل امرأة في العالم.