والجمال والدموع وسحر العيون والقد وحمرة الخد وغيرها وغيرها أسلحة طبيعية، هذه أسلحة بأيديهن، يعترف الشيخ برهان الدين بذخيرتهن فيقول:
أهداب لحظك للورى شرك فمن ... أوثقت فيهن لا يتفلت
كيف النجاة ورمح قدك مشرع ... كيف الخلاص وسيف لحظك مصلت
وتترنمن مع جرير لما قال:
إنّ العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله أركانا
اعتراف ضمني بالقتل، ومع هذا فالبعض يعتبر ما قاله جرير أغزل بيت قالته العرب.
من يحملن هذه الذخائر ألا يتربعن علي عرش القيادة؟ ألا يدرن المعارك المنزلية وغيرها؟ إنّ فتاة الرود خلف كواليس حروبكم ويندر ألا تكون المرأة موجودة اللهم إلَّا الحروب التي هي بدوافع دينية.
عزم نافع على إيقاف حديث التولب فهذه حروب الأقارب، فماذا لو جاء بحروب الأباعد؟ فقال وهو ينظر لساعته التي تتباطا عقاربها:
الشرع يأمرهن بطاعتنا، وأنت يا تولب تقول بطاعتنا لهن.
- قولك يدل على قوتهن فلا يؤمر إلَّا العاصي أو الذي يتوقع عصيانه، لكنكم أيها الرجال لا تعترفوا بالواقع عدا القليل منكم كثواب الذي ضُرب به المثل بالطاعة.
رغم جهل نافع بهذا المثل إلَّا أنّه لم يطلب إيضاحا، لكن التولب واصل حديثه قائلًا:
ثواب رجل من العرب سافر سفرًا طويلًا ثم انقطع خبره، فنذرت امرأته