إن جاء أن تخرم أنفه وتجيء به إلى مكة فلما قدم أخبرته بذلك فأطاعها عليه، فضرب به المثل فقيل (أطوع من ثواب).
ولمحمد بن موسى الملقب بـ (سيبويه المصري) إجابة تتضمن الإقرار بقوة النساء، فقد كان محمد يركب في الأسواق حمارة، فقيل له لماذا تركب حمارة؟ قال: لأن في البيت حمارة تركبني.
لاحظ التولب أن نفسية نافع قد تكدرت، فقال ملطفًا الجو:
أبناؤكم أيها الرجال انتصروا لكم من المرأة، فالأطفال يحكمون أمهاتكم، قال (لتميستوكل) السياسي الإغريقي لابنه الصغير: أنت يابني أقوى مخلوق في العالم، فسأله وكيف ذلك يا أبتاه؟ فقال الوالد: لأن العالم يحكمة الإغريق، وأهل أثينا يحكمونهم، وأنا أحكم أثينا، وأمك تحكمني، وأنت تحكم أمك.
تحركت نخوة الرجولة في نافع لكنها ذليلة، وقال والرجا، ينضح من كلماته:
ظلمتنا ياتولب، لقد وضعتنا تحت حكم امرأة يحكمها طفل، جُلَ حكاياته كذب وتخيلات، لقد قسوت علينا.
تخيلات الطفل ليست تمت للكذب بصلة، وهي تمامًا كوجبات الكذب التي تتناولونها قبل النوم، فلا تخجل في أن يحكمك طفل يتجرع ما تتجرعه.
أيقن نافع أن التولب سيقارن بين الطفل وهو الأقرب لعقلية الحيوان وبين الرجل، وهو يفكر في تفويت فرصة المقارنة، قال التولب متداركًا الوقت:
الوقت لا يسمح بالمزيد، فالطفل ...
نهض نافع لكي يودع ضيفه، غير أن التولب استمر يتحدث:
فالطفل يلجأ للخيال والكذب لمواجهة الواقع المحّيِّر بالنسبة له، ففي