للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الواقع أمور يصعب على سنه تفسيرها وإدراكها فيخترع خيالًا يقابل غامضه، ومع الوقت يقل خياله كلما أدرك الواقع، لكن المصيبة أنتم الكبار؟

أنحن الكبار نتخيل؟

تدركون الواقع وتتخيلون بما يناسب فشلكم، الواحد منكم عندما يأوي للنوم يستعرض شريط اليوم فيأتي القلق ويلازمه مؤنبا ويوقظه محاسبا، إلى أن يتناول وجبة من الكذب تسمى (الأماني والآمال) فيغطي فشله وواقعه بها فينام متخيلًا النصر، وقد يرفض العقل هذه الوجبة لأن الفشل أكبر من أن يُستر حتى بالتخيل فيلازمه القلق إلى أن يدرك الواقع المرير.

هكذا ترى أيها الكبير بأنك مدمن لقرص (الأماني والآمال) وحسب عجزك يكون مقدار تناولك، فلا تخجل وأنت المدمن بأن يحكمك طفل يتناول قرصًا مشابهًا لقرصك ينتهي من تناوله إذا أدرك الواقع، بينما أنت أيها الكبير تستمر في التناول حتى يضع الواقع أنفك في التراب أو تستمر حتى ترمس تحت التراب.

وقف التولب وسار نحو الباب وهو يصفق بأذنيه ونفض جسمه، فالتفت مودعًا.

إلى اللقاء.

إلى اللقاء.

انتهى.

وفي كتاب الأستاذ صالح بن أحمد العييري درر وغرر مثل هذه، ولو كان عند أمة تقدر الأدب وخصب الخيال لكان له شأن في قومه غير هذا الشأن.

ترجم له الأستاذ عبد الله بن سليمان المرزوق لكونه من رجال التربية والتعليم، فقال: