وأشار إلى أنّه في ذلك الوقت لم يكن تنظيم القاعدة قد ظهر في شكل واضح، فقد كان معسكر الفاروق هو قوة الكوماندوز الضاربة آنذاك، وبعد تأسيس القاعدة بدأ هذا التنظيم يستقطب عددًا كبيرًا من المتدربين في ذلك المعسكر نظرًا إلى خبرتهم القتالية وتقنية التدريب العالية التي تلقاها المتدربون فيه.
وتابع أبو يوسف أنّه بعد شهرين قضاهما مع العييري في أفغانستان سمع أنّه عاد إلى السعودية وعمل محصلا في مكتب أخيه لتأجير السيارات لكن أخباره انقطعت تمامًا بعد ذلك، إلى أن رأى صورته ضمن مجموعة الـ ١٩ التي بثتها وزارة الداخلية من خلال الإعلام المحلي.
وفي شارع ليس ببعيد عن منزل أبو يوسف في حي الجلوية في الدمام كان صالح وهو والد يوسف العييري يجلس وحوله أبناءه عبد السلام وأحمد يسعون جميعًا للاتصال بالجهات المسؤولة لتسلم جثة يوسف، وبدا صالح منفعلا وهو يسعى إلى إيجاد من يعطيه موعدًا لتسلم الجثة (ربما اليوم الأربعاء) فيما تستعد الأسرة للذهاب إلى بريدة مسقط رأس يوسف لاستقبال المعزين هناك.
وعلى رغم مظاهر الحزن التي اكتست بها العائلة، إلَّا أن صالح أكد أنّه لا يوجد ما يضاهي الوطن وأمنه، وقال: ابني هو جزء من الوطن الذي نفتديه بأرواحنا، لم نكن نود أن يحصل ما حصل إلَّا أن أمن هذا البلد مسؤوليتنا جميعًا.
وعزي صالح ذوي شهداء الواجب، وبدت عليه الحيرة وهو يسعى إلى تسمية مصرع ولده الذي قتل أخيرًا في تربة (شمال حائل) إثر اشتباك مع حاجز أمني إلَّا أنّه لم يكن يكف عن الدعاء له بالمغفرة، مشيًرا إلى أن أخبار يوسف لم تكن تأتيهم بانتظام فقد كانت متقطعة.