لقد أثَّروا في المعارك التي كانت تنشب بسبب التنازع على الإمارة بين الفرع الذي يتزعمه الدرابي - جمع الدريبي - والفرع الذي يتزعمه الحسن - آل حسّن - وقد سجل التاريخ وقائع فيه ذكر للغانم هؤلاء.
ويكفي من ذلك أن من أواخر أمراء بريدة أمير لبريدة من أسرة آل أبو عليان كان من الغانم، وهو محمد الغانم، عينه الإمام فيصل بن تركي أميرًا على بريدة بعد مقتل أميرها عبد الله بن عبد العزيز بن عبدوان الذي هو من فرع الدريبي المنافس لفرع (الحسن) من بني عليان.
وقد ثبت أن لبعض أسرة الغانم دخلًا في قتله طبقا لما جا في صك شرعي الزمهم بدفع جزء من ديته ذكرنا ذلك في رسم العين عند ذكر (العدوان).
وقد ورد في الكتب والأوراق تعيين محمد الغانم أميرًا على بريدة من قبل الإمام فيصل.
وليس بعده إلَّا استئناف في الإمارة التي كان تولاها من قبل وهو الأمير عبد العزيز بن محمد آل حسن، إذ أعاده الملك فيصل إلى الإمارة لمدة قصيرة - لم يلبث أن قتل بعدها في عام ١٢٧٧ هـ في الشقيقة - كما سبق تفصيل ذلك في حرف الألف.
ومن آخر أخبار (الغانم) ما ذكره ابن عيسى بقوله في حوادث عام ١٢٩٣ هـ:
فدخل عبد الله بن فيصل بلد الرياض واستقر فيها ثم قدم عليه روساء البلدان وبايعوه على السمع والطاعة، وقد قدم عليه عبد الله بن عبد المحسن آل محمد، ومحمد بن عبد الله بن عرفج، وحمد آل غانم، وإبراهيم بن عبد المحسن ابن مدلج من آل أبي عليان رؤساء بلد بريدة في الماضي ممن أجلاهم مهنا أبا الخيل، ومعهم كتاب من زامل آل عبد الله بن سليم أمير بلد عنيزة يطلب منه القدوم عليه في عنيزة ويعده القيام معه والمساعدة له على أهل بريدة، وطلب عبد الله من عبد المحسن آل محمد المذكور ومن معه من عشيرته القيام معهم والمساعدة في أخذ بريدة من أيدي