المسجد المعتاد ودون القاضي، وكان هو وأمثاله ممن يستحقون وظيفة قاضٍ ولكن لا وظائف هناك في ذلك العهد.
وكان صالح الغانم هذا سريعًا في مشيه، سريعًا في تصرفاته حتى قال فهد بن مزيد الخطاف: إن جاك أحد وقال لك: إن صالح الغانم صار له جنحان وطار فلا تكذبه.
والجد في الأمر أن الأخ صالح الغانم هذا كان من طلبة العلم المتشددين ممن كانوا ينكرون على من يتوظف عند الحكومة ولكنهم عندما حصلت لهم الوظيفة الحكومية سارعوا إليها، وكان من زملائه في ذلك الشيخ عبد الله بن صالح بن محسن من أهل الشيحية، وهو الذي عينه الشيخ صالح العمري مدرسًا في مدرسة ابتدائية في خارج القصيم، ثم استقال والتحق بالمعهد العلمي في الرياض، ثم في كلية الشريعة هناك حتى تخرج منها، ونقل بعد ذلك مدرسًا في المعهد الثانوي في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عندما كنت أمينًا عامًا فيها.
فكان يقول لي: يا فلان أرجو أن تسامحني على ما كنت أتكلم به فيك وفي زميلك الأستاذ علي الحصين وزميلكم الشيخ صالح العمري.
قلت له: ماذا كنتم تقولون فينا. لأنني لا أعرف أننا ارتكبنا خطأ، قال كنت أنا وصالح الغانم وفلان وفلان وذكر أربعة أشخاص نعرفهم بانهم كانوا ينفرون منا إذا مررتم بنا قال بعضنا إلى بعض: انظرونا إلى هؤلاء الذين ليس لهم دين.
قلت: وما دليكم على أنّه ليس لدينا دين؟ فضحك وقال: إننا نقول إنهم يأكلون من نقود الحكومة التي أصلها جمرك حرام، ويقرأون الجرائد.
قال الشيخ عبد الله بن محسن وهو يضحك: ولكن عندما حصلت لنا الوظيفة سارعنا إليها فنرجو أن تسامحونا.
فقلت له: أنا أسامحكم عن نفسي، وأما على الحصين فإنه توفي - رحمه