أخذ عمه سلاحه وأردفه معهد على الفرس (الطويسة) ولحقوا بالقوم، وذلك عند مكان يقال له (العود) جنوب بريدة، فقال عمه للقوم اختاروا إمّا أن تتركوا الإبل وتنجون بأنفسكم وإلَّا قتلتكم، فلم يستجيبوا له فرمى أول واحد وقتله، فلم يستجيبوا فرمى الثاني وقتله، وعلى هذا حتى قتل منهم أربعة فخلوا سبيل الإبل ورجع هو وابن أخيه (أبو خطوة) فنزل في قصره المسمى روضة ابن غانم فذهب القوم وأخبروا أميرهم بذلك فجاءوا ونزلوا بنازية ابن مسعود وذلك لأن أميرهم يقال له ابن مسعود فأرسلوا له شخصًا واحدًا كأنه كفيف، والثاني يقوده، وذلك حيلة منهم حتى يخرج من القصر فقال لهم أيها العمي أرجع وإلَّا رميتك فلم يستجب فرمى يده، وذلك الشخص الذي يدعى أنّه كفيف فهرب، ولم تنفع حيلتهم فجاءوا إليه جميعهم فقالوا له يا ابن غانم أنت قتلت أربعة من قومنا وأخذت خيولهم وهي القلايع، ونحن نريد منك أن تدفع ديتهم، فقال لهم: أنا قتلتهم دون إبل ابن أخي ولم أقتلهم إلا لذلك، ووالله إن معي مئة مصبوبة (فشقة).
ووالله إن الذي لا تقتل واحد أن تقتل اثنين فإذا خلصت نزلت بسيفي فلما سمعوا كلامه.
قالوا إذًا أعطنا خيلنا، فقال لكم ذلك فأعطاهم إياها وبعد مدة حصل بينه وبين جماعته نزاع فجلى عن بريدة وذهب إلى الجنوب وذلك باتجاه (النير) فنزل على عتيبة.
فلما راؤه عتيبة قال له أميرهم.
أهلا بك يا ابن غانم بضعف منك وقوة منا يعني إنك أتيت إلينا وأنت ذليل (أي سوف أتقاضى منك) فقال له ابن غانم والله يا رمه عظمي بعد خمس سنوات أن تأخذ القضا منك، فلما أمسى عليهم الليل والقوم جميعهم أتى لأمير وأعطى ابن غانم زهاب وقال له اسر ولا يراك أحد.
يقال إنّه سراه وذلك لأن ابن غانم فارس والأمير ما أراد أن يقتله الفروسيته وشجاعته.