وفي هذه الوصية نواقص كثيرة بعضها من الكاتب بدون شك مثل الغلطات الإملائية وسقوط بعض الحروف، وبعضها من الموصي مع أن بعض الموصين يوصون بالمعنى أي يطلبون من الكاتب أن يصوغ ما يريدونه أن يقوله فيصوغها بعبارته.
وقولها: أوصى في سديس الذي جاه من ملك علي الناصر في أعمال البر فهذا فيه إبهام وغموض بالنسبة لنا ولمن جاء قبلنا فما هو ذلك الذي جاءه بمعنى أنه صار له من ملك أخيه علي الناصر، وأخوه علي الناصر هو الثري الوجيه الذي كان يملك أملاكا كثيرة، ومات قتيلا في عام ١٢٦٥ هـ فهل المقصود نخل أم دور أو مال نقدي؟
المعروف أنهم يعبرون بكلمة (مُلْك) عن النخل خاصة وإذا كان المراد النخل خاصة، ففي أي مكان كان؟ وعلى أية صفة؟ وما هو مقدار ما جاءه من ذلك الملك؟ حتى يعرف ما أوصى به من سديسه الذي هو سدسه بمعنى واحد من ستة منه.
وقولها: له ولوالديه ومن (غدا) من عياله.
المراد بها من كان مات من عياله، فغدى معناها: مات، وهذا لفظ عامي لا يزال مستعملًا، إذ يعبرون بلفظ (غدا) عن لفظ (مات) بالنسبة للأطفال والصبيان ولا يقولون ذلك في موت من مات من الرجال الكبار إلَّا نادرًا.