للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكل هذا سببه غموض التعبير.

وذكر في وصيته أن المكتومية التي على بركة حمزة لأبيه ضحية دوام، أي يباع ما يحصل منها من تمر ويشترى به أضحية دائمة، وقال: وما فذ من الضحية تجمع لأبيه بحجة، و (فذ) هنا معناها: بقي، يريد ما زاد عن ثمن الأضحية من غلة هذه المكتومية وهي النخلة من المكتومي يجمع ويكون في حجة لوالده.

ثم قال: وعمارتها ربعها بارد عن النوائب، والعمارة كما سبق أن أوضحت هي نصيب الفلاح الذي يفلح النخل ويقوم على إصلاحه، وقوله: ربعها بارد عن النوائب، هذا بمثابة الشرط الذي كان يشترطه أرباب الوصايا والأوقاف بأن تكون هذه النخلة وأمثالها لها معاملة خاصة وفق ما ذكر، ولو كانت غيرها من النخل له معاملة أخرى، والنوائب: سبق أن ذكرت أنها مثل الضرائب التي يفرضها الحكام والمقدار من التمر الذي يرى أهل البلد أو القرية أنه لازم لصيانة نخلهم مثل مكافحة الدبا أو مثل أجرة العامل الذي يقوم على النخل يصلحه في مقابل أجرة من تمر أو نحوه.

ومن الغموض أيضًا ما ذكره عن الشقراء التي تحت زرنوق القليب شمالًا عَنَهْ أي عنها لبنته منيرة، وذكر أن الشقراء المذكورة (طلوعة) ما للعمارة منها شيء، أي إنها كلها وقف لا يأخذ الفلاح الذي يقوم على ملك النخل من ثمرتها شيئًا، وهذا هو معنى الطلوعة.

وقد يتساءل متسائل من القراء الكرام الذين لا يعرفون مثل هذه الأمور وعن إمكانية قبول الفلاح لكون مثل تلك النخلة (طلوعة) ليس للفلاح من ثمرتها شيء، الجواب: أنه يأخذ ذلك من بقية النخل، فإذا كان حائط النخل فيه خمسمائة نخلة في المعدل يأخذ الفلاح من ثمرتها ثلثيها في المتوسط، فإنه لا يكون لديه مانع أن يترك نخلة واحدة مشروطا عليه أن لا يأخذ من ثمرها شيئًا.