فأشركت والديها في هذه الأضحية مع نفسها وزوجها ولا شك أن ذلك راجع إلى كون والدها غنيا وأمها كذلك لها وصية وإنما خصصت الأضحية الثانية لعدد من إخوانها ذكرتهم ربما لكونهم ليسوا في غنى والدها أو لكونهم ماتوا قبل أن يشيخوا، وذكرت القربة التي تروى وقت الحاجة للشرب، وأظن أنني تكلمت فيما سبق على مثل هذه القربة وهي أن أهل الخير يروون أي يملأون قربة بالماء الذي يبردونه في الليل ويعلقونها في الشارع نهارًا في الصيف ليشرب منها من يحتاج إلى الشرب لأن المياه في آبار بريدة غير عذبة، وحتى لو كانت عذبة فإن البارد منها لا يوجد.
وقولها: وقت الحاجة تريد أن لا تروى في الشتاء وأوقات البرد حيث لا تكون حاجة لشرب الماء البارد.
وكذلك خمسون وزنة تمر للفطور، وهذا الفطور المراد به فطور الصائم في رمضان، وذلك أنه هو الذي يتقرب به إلى الله، ثم إنهم لم يكونوا يعرفون (الفطور) الذي معناه الطعام الذي يؤكل في الصباح، فلم يكونوا يعرفون ذلك مطلقًا وحتى نحن لم نكن نعرفه لأننا لم نكن نفطر إلَّا بقليل من التمر كان الناس يسمونه (فكوك ريق) ولذلك كنا استنكرنا هذا اللفظ عندما سمعناه أول مرة، وهذا هو الذي جعلها تذكر أن ذلك الفطور هو للصائمين في رمضان.
وكذلك أوصت بثلاث حجج ينوي أي ينوي الذي يكلف ويقبل القيام بها أن تكون واحدة لها والثانية لوالدتها هيا، والثالثة لوالدها غصن الناصر على نظر الوكيل.
والقيام بالحج معروف حتى الآن وهو أن يكلف شخص سبق له الحج بالقيام بالحج إلى مكة المكرمة على نفقة شخص معين أو أشخاص معينين ينوون حجته لأحد الأشخاص من الأموات.