وهو شخصية معروفة اشتهر بأمرين، أولهما: شجاعته في العراك والخصومات في أسفاره، لأنه قضى الشطر الأول من حياته مسافرا على الإبل يتاجر بالأشياء على إبل يملكها في داخل البلاد وفيما بينها وبين الدول المجاورة كالكويت والعراق.
وثانيهما: محبته للطعام وحرصه على الأكل الطيب، وربما كان يخرج ذلك مخرج المزح وقد حفلت ذاكرة الأدب الشعبي بقصص وطرائف له في هذا الموضوع، وحتي ورد ذلك في الأشعار العالمية والأسمار التي تذكر في المجالس.
من ذلك أن طائفة من أهل نجد كانوا ذهبوا إلى العراق ونزلوا بيتًا وكلهم أعزب بطبيعة الحال فاختلفوا فيمن يطبخ لهم عشاءهم، كل واحد منهم يحيل ذلك على صاحبه فالتزم لهم عبد الله الغصن به وكانوا عدة رجال ربما كانوا سبعة أو ثمانية، وصار يطبخ لهم عشاءهم وهم في غربة يشترون اللحم والخضرات.
وكان طبخه جيدًا، إلَّا أنهم ذكروا من باب المداعبة أن اللحم الذي كانوا يشترونه والخضرات الجيدة تنقص أي أنهم يجدونها قليلة أو أقل مما كانوا يظنون.
فراقبوه وذكروا أنهم ظنوا أنه يأكل من أطايبها قبل تقديمها إليهم، فبحثوا من بينهم عمن يطبخ لهم وكلفوا رجلًا من الخضير يلقب بالخطيب ولا تزال أسرته تلقب بهذا اللقب الذي كان يطلق في شمال نجد كما يطلق لقب (المطوع) على الرجل المتدين.
فرأوا الفرق كما قالوا، وعندما ذكروا ذلك لعبد الله الغصن قال لهم: إذا أني ذقته أو أكلت منه أبي أشوف هو ناجض أو زين وإلا لا، تستنكرون فدوروا لكم طباخ غيري.
وقد أنشأ علي الحريص في ذلك أبياتًا منها قوله:
اللي إلى سوَّى اللحم ما لقيناش ... ويدعى لبابيد الليايا عراميش