هذا جزا اللي طبَّق القدر وانحاش ... وقفي يدوبح مثل عود الدراويش
يقول: إن الذي كان يسوي العشاء الذي يكون فيه اللحم لا يجدون بعده شيئًا في القدر حتى إنه يجعل الليايا - جمع آلية التي هي آلية الخروف بمعني ذنبه المكتنز بالشحم عراميش - أي لا يبقى فيها إلَّا أشياء منها لاصقة بالعظام.
وقوله: هذا جزا يريد أن هذا الهجاء هو جزاء مما فعله الذي طبَّق القدر أي أكل ما في القدر وكفأه أي جعل أسفله أعلاه كما يفعل بالقدر الفارغ، وهذا مثل ما سبقه من المبالغة أو غير الواقع، وقد وصف ذلك بقوله: وققّى يدوبح مثل عود الدراويش، ويدوبح يسير منحنيا كما يفعل الدرويش الكبير السن، وذلك أن الذي يملأ بطنه من الطعام لابد أن يطأطئ رأسه عند المشي.
وهذا كله من المبالغات الشعرية ومن باب المداعبة بينهم.
وحدثني الشيخ صالح بن سليمان العمري قال: لما عزم الأمير ابن مساعد على غزوة أم رضمة ملاحقا عبد العزيز الدويش جئد من عنده من أهل القصيم في حائل ومنهم عبد الله الغصن وكان يجعل الشخص المعروف أميرًا على عشرة أو عشرين يدفع إليه زهابهم الذي هو التمر والدقيق والسمن في الغالب.
قالوا: وكان من بين من وضعهم ابن مساعد تحت إمرة عبد الله الغصن رجلًا ضخما أسود اللون، فقال ابن غصن للرجل: يا فلان تعال أبي أروح أنا وإياك للأمير ابن مساعد، ففزع الرجل، وقال: أنا وشو له أروح للأمير؟ فقال ابن غصن يمكن إنه يخرِّجك - أي يعطيك خرجية - وكان الرجل قد أبلغه رجل ابن مساعد أنه تابع لابن غصن.
وقد ذهب ابن غصن إلى الأمير ابن مساعد أمير حائل وما يتبعه ومعه الرجل، فلم عليه وكان ابن مساعد يعرفه، فقال: وش اللي جايبك يا ابن غصن؟