فقال: يا طويل العمر، انتم حطيتوا معي خويا منهم ها الرجال الطويل العريض اللي يبي يأكل كل زهابنا لحاله ولا يخلي منه شي.
فضحك ابن مساعد وقال للمسئول عن تموين الجيش: عطوا ابن غصن الزهاب مثني - أي مضاعف - أكثر من غيره.
أما شجاعته فكنت سمعت شاهدًا لها من محمد بن علي الطرباق وأنا صغير كان يتحدث إلى غيري ثم سمعتها كاملة رواها لي صديقنا الأستاذ الواعي لمثل هذه الأمور: سليمان بن عبد الله العيد.
قال: حدثني محمد بن علي الطرباق وهو من الشجعان المعروفين، قال: ما رأيت أشجع من عبد الله الغصن، كنت أنا وإياه مرة مهربين سمنًا على ستة أباعر محملة بالسمن الموضوع في تنك من التنك الكبيرة التي حمل البعير منها في الغالب أربعا، أو ستًّا تكون متعادلة على جنبيه.
قال وتركنا العراق لا أدري، أقال: الزبير أو البصرة، وسلكنا طريقًا غير معتاد لئلا تعترضنا الدورية العراقية، لأنهم كانوا منعوا خروج السمن من العراق، لأن السنة كانت مجدبة ونحن اشتريناه لنخرج به إلى نجد ونبيعه في الكويت أو الأحساء.
قال وبينما كنا كذلك ونحن في النهار وإذا بالدورية وهي الجماعة من رجال الحكومة الشرطة على ركاب ومعهم سلاح الحكومة، وهم أشخاص عدة، ونحن اثنان ومعنا البضاعة من السمن الذي كان بعضه لنا وبعضه بضاعة معنا لغيرنا من أهل نجد.
قال: فهجموا علينا واثقين أنهم سيوثقوننا ويأخذون ما معنا والمفهوم عند كثير من الناس أنهم قد يأخذونه لأنفسهم.