صحتنا ويجزعها انطواؤنا وسكوتنا، تخشى علينا أي مكروه.
ومرة أخرى ترانا كبارًا فتوصينا بالإكثار من العبادة وتطلب منا الاستزادة، فجزاها الله عنا أحسن الجزاء وأشركها معنا في أجر وثواب ما أعنتنا عليه أو أمرتنا به إن شاء الله.
ماتت أمي فكان لموتها أثر كبير في نفسي، انطوت معه صفحات كثيرة من حياتي.
ودعت أمي فودعت معها طفولتي التي لازمتني ودامت معي طيلة بقاء أمي، كل يوم أرتمي بين أحضانها وأجثو على ركبي تحت أقدامها، أفتش عن رضاها وأبحث عن دفء الحنان عندها، وأمكنها من أن تمارس أمومتها معي، وكذلك يفعل أخي وأحفادها جميعًا كل يتمنى رضاها، تمسح على رأسي فأحس بالطمأنينة تحيط بي من كل جانب وتشعرني برضاها عني، فأسعد كثيرًا ويحالفني التوفيق دائمًا وتنفتح لي أبواب جديدة كانت موصدة عني وتيسر أموري كلها بطريقة لم أعهدها في حياتي وهو بعض من نتائج رضاء الوالدين، عسى أن يهديني ربي واستمر في برها حتى بعد وفاتها بالدعاء لها وبر كل من هو غال عليها ومحاولة القيام بكل شي كان يرضيها أو كانت تحب أن تفعله.
رحلت أمي عن الدنيا كلها حلوها ومرها وانتقلت إلى الدار الآخرة لتلقي ربها فريدة منفردة، لا يصاحبها إلا عملها ولا أزكي على الله أحدًا فأنعمه كثيرة وواجباته علينا كبيرة، ولكني أسأله جل شأنه أن يلطف بها ويشملها برحمته ويسكنها فسيح جناته ويجزيها عنا أحسن الجزاء إنه سميع مجيب والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.