وبعد ذلك خرج علينا رجل من المخيم فقال مخاطبا الشيخ علي: يا عم لا تنصبوا خيمتكم فهذا الصيوان الذي أنت جالس بظله لكم، وقد عمدنا المطبخ يؤمن لكم الطعام والقهوة، وكذلك الكهرباء والماء، فقال: جزاكم الله خيرًا خيمتنا تكفينا وهذا الصيوان يكون مسجدًا لنا وللمسلمين، وأما الطعام فمعنا استعدادنا.
وكان رحمه الله يمنعنا من تفقد خيمتنا وسد الفرج اللتي تدخل معها الشمس ويقول اتركوها أنتم ما جئتم ترفهون، فكيف لو رأى الآن فالله المستعان.
قال: وفي يوم من الأيام صحبته مع جمع من المشايخ منهم الخال الشيخ عبد الله السليمان الحميد والشيخ صالح البليهي والشيخ عبد الرحمن الجطيلي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
صحبتهم إلى أمير منطقة القصيم في ذلك الوقت فهد بن محمد آل سعود رحمه الله، وكان يحبهم وكان غرضهم من زيارته طلبهم منع الحلاقين من حلق اللحى، ومن عمل ما سمي في ذلك الوقت تواليت: أي القزع، فقام الشيخ عبد الله السليمان الحميد يمهد للموضوع بحكمته ودبلماسيته المعروفة، فما كان من الشيخ علي الغضية إلَّا أن وقف وقال: يا شيخ عبد الله نحن ما جئنا لنمدح الأمير فالممدوح من مدحه الله والمذموم من ذمه الله.
إنما جئنا من أجل المنكر كذا وكذا، فقطع الشيخ عبد الله كلامه ودخل الجميع في صلب الموضوع.
ويذكر رحمه الله أنه عندما عين في جزيرة فرسان وذلك عندما أرسل الشيخ عمر بن سليم رحمه الله مجموعة من مشايخ بريدة منهم الشيخ عبد الله الحميد والشيخ عبد العزيز المضيان وغيرهم رحمهم الله إلى جنوب المملكة، فكان نصيب الشيخ علي الغضية جزيرة فرسان.