وبحث عن بيت يسكنه فما وجد شيئًا يناسبه، فمر من عند بيت أحسن الموجود فقال: هذا يصلح فقيل إن هذا بيت تركه أهله لوجود سكن فيه، يريدون أن فيها جنًّا، فقال: أنا أسكنه ولا أرى شرا إن شاء الله، يقول: فلما مرت أول ليلة نمت فيه قرأت سورة البقرة وما تيسر من الأوراد، يقول: فسمعت أصواتًا منكرة ومزعجة، ثم رأيت كأمثال القنافذ تخرج من تحت السرير والمطبخ فاختفت ولم أر أو أسمع أي شيء آخر وسكنت البيت فلم أر ما يؤذي حتى خرجت منه.
قال ابنه الشيخ عبد الله: كذلك عندما كان في جهة جيزان مع إخوانه المشايخ الموزعين على بلدان تلك الجهات كان لهم اجتماع كل أسبوع أو شهر عند واحد منهم في قريته، وكان من ضمن المشايخ الشيخ عبد الله بن عقيل، وفي اليمن يسمون أمير القبيلة شيخ، بينما عندنا في نجد الشيخ هو طالب العلم، ثم إنه ذكر للوالد أن الشيخ عبد الله بن عقيل مات، فصلى عليه يوم الجمعة صلاة الغائب ظنًّا منه أنه زميلهم الشيخ ابن عقيل، بينما الذي مات شيخ قبيلة اسمه مطابقًا لاسم الشيخ عبد الله ففرحت قبيلته بصلاته عليه والتفت حول الشيخ علي الغضية وشكرته على صنيعه وهو لم يشعر بذلك لأنه إنما صلي على زميله ولم يعلم أن الذي مات شيخ القبيلة.
فلما كان نوبة اجتماعهم عند أحدهم كالعادة إذ الشيخ عبد الله بن عقيل يدخل عليهم فقال الشيخ علي الغضية لا تسلموا عليه لأنه ميت وقد صلينا عليه صلاة الغائب ثم فرح به وعرف أنه إنما صلي على شيخ القبيلة، وقال له مازحًا: إحمد ربك قد صلى عليك، فلو أكلك سبع أو غرقت في البحر فلا تحتاج للصلاة عليك.
كما نقل عمن حج معه في حدود عام ١٣٤٦ هـ أنه اعترض جمالهم بعض قطاع الطريق اللذين أثاروا ضجة وجلبة يقصدون بها تنفير الإبل حتى تجفل وتشرد لتساقط ما عليها من متاع فيأخذونه.