وكان رحمه الله على ناقته إذ تساقط متاعه وكتبه والحرامية قريبين منه يحاولون التقاط ما سقط.
فقال لهم: تعالوا جزاكم الله خير، اقهروا الناقة واحملوا عليها متاعي، فصاح به أحد رفاقه وقال يرحمك الله تنادي الحرامية، الذين تسببوا بنفور الإبل حتى أسقطت ما عليها من متاع؟
ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، فقال:
علي بن عبد الرحمن الغضية، من بريدة:
هو العالم الجليل والورع الزاهد والداعية الشهير الشيخ علي بن عبد الرحمن بن محمد الغضية وأسرته يعرفون بال شايق، ولكن غلب لقب الغضية على نسبهم ولد سنة ١٣١٣ هـ في بريدة ونشا نشاة حسنة وقرأ القرآن وحفظه في الكتاتيب وتعلم مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب عند مصري (١)، ثم شرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فلازم علماء القصيم.
ومن أبرز من لازمهم: عبد الله وعمر بن سليم وعبد العزيز العبادي وعبد الله بن حميد ومحمد المطوع، كما رحل إلى الرياض ولازم حلقات كثير من علمائه.
وأما أعماله: فقد كان من أبرز الدعاة والموجهين يدور على مساجد المدن والقرى ويلقي المحاضرات والمواعظ المؤثرة المحركة للقلوب وفي سنة ١٣٥٢ هـ جمع بين الطلب للعلم والتعليم فجلس لصغار الطلبة في مسجد ماضي جنوبي بريدة، وكان حسن التعليم وفي آخر عام ١٣٥٣ هـ رشحه عمر بن سليم مع آخرين للإرشاد فبعد الحج رحلوا إلى جيزان وقراها وما حولها فكان إمامًا ومرشدًا ويحل الخصومات في جزيرة فرسان ثم في أبي عريش وفي سنة ١٣٥٧ هـ عاد إلى
(١) لا يعرف أحد أي مصري كان يعلِّم في بريدة في ذلك الوقت القديم.