للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تزال موجودة وأبناء عمكم هناك.

وقد ذكر (الخبيَّ) ذلك وإن كان وهو حفيد أول من جاء منهم إلى بريدة لم يسمع بذلك من قبل.

ومن أخبار الغنيم) هؤلاء ما ذكره الأستاذ ناصر العمري بقوله:

قدم رجل من سكان عيون الجواء إلى بريدة في منتصف القرن الرابع عشر الهجري يريد الحج فسأل معارفه في بريدة عن أسماء الذين يريدون الحج ذلك العام ليرافقهم، ويأنس بصحبتهم ويأمن على نفسه، فقد كان الطريق بين بلدان نجد وغيرها إلى مكة المكرمة محفوفًا بالمخاطر من اللصوص وقطاع الطرق الذين يطمعون بالمال، وفي سبيل الحصول على المال يعتدون على حياة الحجاج وذكر لذلك الرجل حمد بن غنيم آل غنيم من أهل بريدة بأنه يريد الحج، ودُل على داره فاتجه إليه وقابله وأخبره أنه يريد الحج بصحبته، فرحب به ابن غنيم، وأكرمه.

وسار الرجلان على بعيريهما مع حجاج بريدة، وفي عالية نجد في ركبة كان صاحب حمد بن غنيم يحمل معه مزودة فيها شيء من المال، وكان أحد اللصوص قاطع الطريق يراقب حركة الحجاج نهارًا ليعرف طمعه وينقض عليه تحت ستار ظلام الليل، وقام ذلك الحاج صاحب المزودة يقضي حاجته فتبعه اللص واراد خطف المزودة منه لكن العيوني أمسك بالمزودة وأمسك باللص، وصاح يريد النجدة فقام اللص بنحره بسكين حادة كان يحملها بيده وأخذ المزودة وهرب، فتبعه حمد بن غنيم آل غنيم وأمسك به فأدرك اللص أنه في قبضة رجل شجاع قوي الجسم وصلب، فقال اللص: خذ المزودة ودعني , فقال حمد بن غنيم آل غنيم: لا أدعك حتى أعرف مصير صاحبي وسماه باسمه، فإن كنت قد قتلته قتلتك به، فقال اللص: أنا عتيبي وتقتلك عتيبة، قال ابن غنيم: لو اجتمعت عتيبة حولي ما تركتك يا ظالم.

وجاء به ابن غنيم يجره ويتحسس صاحبه فوجده قد فارق الحياة، وكان