للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يا راكبٍ حِيلٍ زَهَنَّ السفايف ... شِغل (الغنيم) من الميارك كلايف

من كل صِنْفٍ زيِّنوا به عنايف (١) ... سَبْحات تضربهن غضُود المطيه

غَوْشٍ نشامى شِغْلهم للنِّشَامى ... ما يشغلون إلَّا لناسٍ حَشامَى

متورثينه من خوال وعمامي ... شِغْلٍ نظيف وشَرِّفه زين نّيه

قوله: غوش نشامي: الغوش هنا الشجعان ذووا الشهامة، ولذا وصفهم بالنشامي، وذكر أنهم لا يعملون تلك الزينة إلَّا لأناس حشامى، جمع حشيم بمعنى ذي القدر في النفوس، يريد أنهم لا يتكسبون بذلك عند سائر الناس.

أول من جاء من (الغنيم) هؤلاء إلى بريدة هو (غنيم) كما سبق، وقد جاء إلى بريدة في النصف الأول من القرن الثالث عشر وصاهر أسرة الهويش.

وولد له ابنه سليمان في بريدة فأثرى وكثر ماله وصار وجيهًا.

ومن أخبار غني سليمان بن غنيم أنه كان له صوبة وهي المخزن الكبير للتمر أكبر من الجصة كان يملأها تمرا للتجارة وأكثره مما كان يداين به الفلاحين.

فلما مات، وتقاسم أبناؤه ميراثه ضعفوا عن ذلك وبقيت الصوبة خالية من التمر فقال أحدهم مازحًا: أبونا كان يملأ الصوبة تمر، وحنا عسى الواحد منا يملأها جلة!

والجلة: هي بعر الإبل اليابس.

أقول كنا نعرف من كبار السن أن (الغنيم) هؤلاء جاءوا إلى بريدة من جهة الشمال بخلاف الغنيم: الأسرة الأخرى فإنها قدمت إلى بريدة من الزلفي إلَّا أن الأخ محمد بن سليمان الصالح الغنيم حدثني عن عمه عبد الكريم بن سليمان الغنيم الملقب (الخبي) نسبة إلى الخبِّ أو الخبوب أنه لقي رجلًا من أهل شقراء فقال له: أنتم يا الغنيم - من قراين الوشم، قرب (شقراء) وأملاككم لا


(١) عنايف: ألوان متعددة صارخة.