ومن قدمائهم عبد الله ... الغيث صاحب المرثية المشهورة في أخيه ناصر الغيث الذي مات في بغداد، وهي:
قال ابن غيث حاربت عينه النوم ... عبد الله الصابر على حكم والي
يا من لعين شافت الخط مرشوم ... تبشر بطول الحزن وافراق غالي
جاني الكتاب وحط بالقلب معلوم ... وطويت ياسي من شفيق صفا لي
دنيت ما يطوي الفيافي من الكوم ... عيرات لما أن تركن الجفالِ
متعليّ باكوارهن كل شغموم ... ضاري في قطع الفجوج الخوالي
سارن بليلة خرسا مابه نجوم ... نحرتهن قصر المسيب عجالى
تضالعن عقب الزعانيف والزوم ... يا الهجن سيرن واصبرن فالهوى لي
كم مارد في غرة الصبح مدهوم ... نقزي نوردهن قراح زلالي
مظامي ما به صديق ولا قوم ... حذا الوحوش ومهرف الذيب جالي
طبيت بغداد المسمي تخت روم ... غريبْ مدري ويش ربي نوي لي
والاه ينطحني دخيل او سلوم ... وعلي ايفتخ يوم شافن شكا لي
قلت: الخبر عن ناصر قال: مرحوم ... جبرك على الله واعتصم لا تسالِ
وابديت زفرة عاجل البين وهموم ... وصفقت بالكف اليمين لشمالي
وعرفت ما يجري على العبد مقسوم ... باللوح ما به حيلة واحتيالي
يا كيف انام وساكف البيت مكصوم ... عضيدي اللي قديم وفي لي
ما هوب من دين ولا نيب مهضوم ... ولا هوب من فقد الأهل والعيالِ
على عضيد يشكي الحال لي دوم ... لي جاه من صرف الليالي مدالي
وانا إلى جاني من الوقت مثلوم ... شكيت له ما صاب قلبي او جالي
ولا قط خبث خاطري دايم الدوم ... ولامرة كد قال: ذلك وذا لي
صغير سن عاش في ديرة الروم ... وحاش المراجل دقها والجلالِ
اخوي عنده للمقلين معلوم ... إلى لفنّه وانيات هزالِ
من خشم سنجار إلى مصر ما يوم ... ما الزاد يفهقة، والعطايا جزالِ
ما تفهق السفره من الزاد وشحوم ... والعبد عند امعطرات الدلالِ