قال: فاضطررت إلى أن أدخله في قهوتنا وهي قريبة السقف، وقد بدأ أحد أبنائنا يسوي فيها القهوة بحطب رطب حتى صار الإنسان لا يكاد يرى في داخلها شيئًا من شدة الدخان.
قال: فدخل الملك عبد العزيز ومن معه للقهوة أي الغرفة التي تصنع فيها القهوة والدخان يعصف فيها، ونحن ننتظر والدي الشيخ أن يأتي حتى يسلم عليه الملك وينصرف، فذهبت إليه وبكيت عنده وقلت له: هذا الإمام جاء لنا وهو الآن في الغرفة السوداء.
قال: فذهب معنا ودخل وسلم على الملك ولم يتبادلا كثير كلام وانصرف الملك عبد العزيز عنه.
كتابة اسم الأسرة:
وقد كتبت اسم هذه الأسرة (الفدا) هكذا بدون مد، لأن هذا هو ما رأيت الشيخ الزاهد عبد الله بن فدا يفعله، وهو أعلم وأعرف بذلك من غيره.
وقد اجتمع لديَّ من كتاباته على الوثائق والمبايعات ونحوها العشرات، بل إنها قد تتجاوز ذلك إلى ما فوق المائة، وكل ذلك كان يكتب فيها اسمه عبد الله بن محمد بن (فدا).
ولكنني سمعت وأنا فتى من حفيده محمد بن عبد الرحمن الفدا وهو طالب علم أم في مسجد جدة فترة أن اسمهم (المفدى) على لفظ اسم المفعول بمعنى الذي يفديه غيره، وليس (الفدا) الذي هو على صيغة اسم الفاعل بمعنى الذي يفدي غيره.
وكان يحتج لذلك ويجادل به.
ثم عرفت عددًا من أسرتهم أهل أشيقر، فكان بعضهم يكتبون اسمهم (الفدا) مثل الدكتور عبد العزيز الفدا مدير جامعة الملك سعود في الرياض، ورأيت بعضهم مثل أحد العلماء المدرسين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يكتبه