وكان الأمير ابن رشيد قد قال لصاحبه: إن رفضها قل له: يأخذها يعطيها طلبة العلم المحتاجين الذين يحضرون عليه في الدروس.
وقد فعل الرجل فرفض الشيخ ابن فدا الدراهم لنفسه ورفض أن يأخذها للطلبة! !
فعرف ابن رشيد صدقه، وسلامة قصده.
وينبغي أن نتذكر هنا أن الشيخ ابن فدا من المشايخ الذين يتزعمهم علماء آل سليم وهم يؤيدون آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولذلك يعتبرون الملك عبد العزيز آل سعود إمامًا للمسلمين منذ أول ظهوره.
فإذا ما استقبل الشيخ ابن فدا ابن رشيد بلقاء ليس وديًا فإن ذلك قد يكون مفهوم السبب عند بعض الناس وإن كان رفض النقود لا علاقة له بذلك.
ومقابلة الملك عبد العزيز آل سعود:
حدثني حفيده الشيخ عبد الكريم أن أباه عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله الفدا، قال:
جاء الملك عبد العزيز آل سعود ليزور والدي الشيخ عبد الله وهو يعرف انه لا يستقبل أحدًا، فأراد أن يصلي معه الظهر في مسجده الذي يصلي فيه إمامًا، فقال: وعندما حان وقت الإقامة وكان الشيخ يتنفل في العادة في مكان آخر من المسجد فرأى الملك عبد العزيز وسط الصف الأول وحوله العبيد والخويا المسلحون بانواع متعددة من السلاح مما لم يره في المسجد من قبل.
وأقيمت الصلاة فصلى الشيخ بنا إماما وفي الصف الملك عبد العزيز ومن معه.
وبعد الصلاة مباشرة انصرف الشيخ إلى غرفة صغيرة له تحت منارة المسجد اعتاد أن يتنقل فيها الشيخ فجعل يصلي.
أما أنا - والكلام لابنه عبد الرحمن - فقد رحبت بالملك الذي قال: نبي نشوف الشيخ في بيته لأنه لم يسلم عليه في المسجد.