وكان رحمه الله يحب العزلة عن القيل والقال والغيبة، فقد حصل في بريدة فتنة فتحاشا القرب منها وذهب إلى عنيزة وبقي فيها إلى أن تكشفت تلك الفتنة.
ومرة أخرى حصل ما لا يرضيه فرغب البعد عن الناس، وذهب إلى قرية المريدسية من ضواحي بريدة واتخذ له حجرة في مسجدها وجلس هناك حتى زالت الفتنة.
وله كرامات عجيبة وأمور غريبة.
حدثني الشيخ علي المحمد المطلق - رحمه الله - أنه لما توفي الشيخ عبد الله بن فدا وصلي عليه في الجامع الكبير ببريدة صادف أحد الأهالي يحمل معه لحمًا لضيوف عنده، ولم يعلم بوفاة الشيخ فلما عرف أن الشيخ عبد الله بن فدا المتوفى، لحق بجنازته إلى المقبرة واللحمة معه، وصلى عليه في المقبرة ولما دفن عاد الرجل إلى منزله فقال لامرأته: إنني قد تأخرت باللحمة فأكثري عليها الحطب، فما كان من المرأة إلا أن فعلت ذلك، وأوقدت عليها نارًا قوية وحضر الضيوف للعشاء، وظنت المرأة أن قد نضجت اللحمة وعجب الرجل وأخذ اللحمة على هيئتها للضيوف معتذرًا منهم لئلا يظنوه قد قصر بواجبهم، ثم إنه ذهب للشيخ عبد الله بن محمد بن سليم قاضي بريدة بزمنه وشرح له القصة، ولما أخبر الشيخ بالحقيقة قال له الشيخ بشرك الله بالخير.
إنني أرجو الله تعالى أنه قد حرم على الشيخ النار، وحرمها على من خرج مع جنازته، وأن ذلك قد شمل لحمتك، هذه التي أوقد عليها طويلًا فلم تتأثر بذلك.
وفاته:
توفي رحمه الله عام ١٣٣٧ هـ وحزن الناس لوفاته حزنًا شديدًا وحضر للصلاة عليه الخاص والعام وأهل القرى المجاورة والضواحي ودفن في المقبرة