للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمامًا فيه، ويأتي طلبة العلم للدراسة عليه فيه من أماكن بعيدة.

فقال لي: يا أخ محمد، الحقيقة أنه لو لم يكن في المعهد إلَّا أنت وأمثالك لكنت وافقت، ولكن سيكون فيه مدرسون أجانب ممن عقائدهم غير صافية، وأقل ما يكون فيها أن يكونوا من الأشاعرة ومن الصعب على مجالستهم، والسكوت على ما هم عليه.

فقلت له: إن هذا ينبغي أن يكن مسببًا لحرصكم على الالتحاق بالمعهد وذلك لإرشاد من قد يكونون كما ذكرتم من المدرسين الأجانب والإيضاح ما قد يذكرونه مما ذكرتم للطلبة.

فطلب مني المهلة ثلاثة أيام لينظر في الأمر.

ثم أجابني بعد ذلك بالاعتذار.

أما الشيخ صالح البليهي فعندما ناولته كتاب الشيخ محمد بن إبراهيم قلت له - مشفقًا - من أن يكون جوابه بالنفي: إنني أترك لكم فرصة للتفكير بعض الوقت أجاب: إنني موافق منذ الآن ولا احتاج للتفكير.

ثم قال لي: يا شيخ محمد، من ذا الذي يتردد في قبول وظيفة تعليمية في بلده، ومع ذلك يعطي لها راتبًا جيدًا!

وكان هو الوحيد بين المشايخ الأربعة الذي قبل العمل في التدريس في المعهد دون تردد.

حيث إن الشيخ علي المشيقح استمهلني بعض الوقت، ثم قال لي: يا أخ محمد أنا الآن متفرغ لطلب العلم ونسخ الكتب ولي عبادات وأوراد أواظب عليها وأخشي إذا دخلت في المعهد مدرسًا عندكم أن أتغير عما أنا عليه من ذلك.

ثم رفض الطلب.