كان راتب أمير بريدة آنذاك ثمانمائة ريال تعاقب على تسلم هذا المقدار من الراتب الأمير عبد الله بن مساعد والأمير ابن بتال.
أما راتب مدير المعهد الذي بدأت أتقاضاه فكان أكثر راتب لموظف في القصيم وهو ألف ريال عدا العلاوة، وهي علاوة الغلاء التي كانت تصرف للموظفين وقدرها ٢٥ % من الراتب، وقد أمر الشيخ محمد بن إبراهيم بإعداد رسائل مفتوحة للمشايخ الأربعة المذكورين وللشيخ عبد الله بن حميد فأعددتها بالتعاون مع مدير مكتبه أنذاك الأستاذ صالح بن حيدر.
وحملت هذه الرسائل معي إلى بريدة وأنا مشفق من ألا يقبلوا كلهم أو بعضهم العمل في المعهد رغم الراتب المغري، وكون العمل في بلدهم وذلك من أجل التأثير الكبير الذي يملكه المتشددون الذين يؤيدهم الرأي العام.
ولم أكن غريبًا عنهم كلهم فأكثرهم مشايخي، بل كلهم مشايخي ما عدا الشيخين البليهي وابن مشيقح فإنهما من زملائي وإن كانا أسن مني بكثير، وأقدم عهدًا بطلب العلم.
فبدأت بالشيخ صالح الخريصي وسلمته الكتاب ورغَّبته في قبول المنصب، وقلت له: إن المعهد ليس فيه من الإداريين أحد أجنبي، فأنا تلميذكم وسوف اختار مساعدًا لي وكتبة من أبنائكم الصالحين من أهل بريدة.
ثم إن هذه الوظيفة هي تعليمية صرفة وتعلمون فضل تعليم العلم وأنتم سوف تتفرغون لها، إذ أخبرني الشيخ محمد بن إبراهيم وهو رئيس القضاة أنه في حالة قبولكم لوظيفة التدريس في المعهد العلمي فإنه سوف يعين بديلًا منكم في قضاء الأسياح، قلت ذلك وأنا أعرف أنه لم يكن مستريحًا في تلك الوظيفة، لأن الأسياح في ذلك الوقت تعتبر بعيدة عن بريدة، وهي تبعده عن تلامذته ومسجده الذي يصلي