فقلت للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: إننا إذا لم نعين عددًا من المشايخ مدرسين في المعهد فإن بعض طلبة العلم سوف ينصرفون عن الالتحاق بالمعهد، وقد ينضمون إلى الجماعات المعارضة لأي تعليم حديث في بريدة، ومنه المعهد جهلًا منهم لفائدة المعهد، ولكونهم يعتقدون أن ذلك ربما يؤثر في انحراف بعض طلبة العلم الذي يلتحقون فيه فيصبحون عصريين - على حد تعبيرهم - ومعنى ذلك بزعمهم أنهم لن يتمسكوا بما تمسك به أسلافهم من مشايخ البلاد.
واخترت من كبار المشايخ وطلبة العلم في بريدة أربعة، هم أكثرهم تحصيلًا للعلم، وأكثرهم مكانة في نظر العامة وطلبة العلم.
وهم الشيخ صالح بن أحمد الخريصي وكان وقتها قاضيًا في الأسياح.
والشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي وكان في وظيفة قاضي المذنب.
والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي ولم يكن يشغل وظيفة، والشيخ علي بن إبراهيم المشيقح، ولم يكن يشغل وظيفة أيضًا، فوافق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله على ما عرضته.
كما وافق على ما شرحته له بأن شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد الذي كان قاضي بريدة ورئيس القضاة في منطقة القصيم ومن العلماء المعدودين في المملكة، وذلك ما اقترحته بأن نعين الشيخ عبد الله بن حميد في وظيفة مشرف على المعهد براتب ستمائة ريال في الشهر وهو راتب المدرس الواحد في المعهد العلمي الذي خصصناه للمدرسين وهو أكثر من راتب قاضي بريدة الذي يتقاضاه على عمل القضاء آنذاك، إذ كان راتبه لا يزيد على خمسمائة ريال مع أنه لا يوجد قاض في نجد يتسلم مثله هذا المبلغ خمسمائة ريال، إلَّا الشيخ عبد العزيز بن باز قاضي الخرج في ذلك الحين.