ولد الأستاذ عبد الكريم الفدا في عام ١٣٤٣ هـ فهو الآن عند تحرير هذه الأحرف عام ١٤٢٥ هـ قد بلغ الثانية والثمانين، وقد اتخذ له بيتًا في محلة العكيرشة في شرقي بريدة القديمة، وترك السكن في بيتهم القريب من المسجد، لأن بيت العكيرشة واسع فيه نخل، وأبعد بذلك عن المسجد، ومع ذلك ظل ملازمًا للإمامة فيه، فكان يذهب إليه بالسيارة حرصًا منه على عدم ترك الإمامة في هذا المسجد الذي أم فيه والده عبد الرحمن وقبل ذلك كان إمامه جده الزاهد العابد عبد الله بن فدا.
وقد تركت إدارة المدرسة المنصورية المذكورة حيث نقلت مديرًا للمعهد العلمي في بريدة حسب أمر الملك سعود الذي عرضه عليه شيخنا العلامة الجليل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية ورئيس القضاة، وكان الشيخ عبد الكريم الفدا لا يزال مدرسًا في المدرسة المنصورية ثم عيّن بعد ذلك مديرًا لإحدى المدارس ولبث فيها حتى تقاعد.
ومن الطريف في ذكر تسمية الأسرة أن اسمهم ورد بلفظ (المفدى) وبلفظ (الفدا) في وثيقة واحدة.
وذلك لكون بعضهم كان من أهل عنيزة الذين كان يقال لهم فيها (المفدى) وبعضهم في بريدة ويقال لهم (الفدا) كما سبق.
والوثيقة قديمة تتحدث عن تولية للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن (أبابطين) وإن لم تذكر اسم أسرته، وإنما اكتفت بذكر عبد الله بن عبد الرحمن وأنه ولَّى عبد العزيز بن مفدى على شيء مهم.