للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فراج أن يوصله المدينة لعله يستطيع الانخراط في سلك الحامية العثمانية الموجودة آنذاك في المدينة على أن يحمل زاده وماءه فقط، وهو يسير بمحاذاته على قدميه، وفي نفس الوقت يؤدي الخدمة للقافلة، فوافق صاحب القافلة وسافرت القافلة وصحبها الشاب وأوفى بعهده لصاحبه.

ولما وصل المدينة عمل جنديًا في الهجانة ومهمتهم العمل كحرس حدود في الصحراء لحفظ الأمن، وبعد وقت قصير حصل على مبلغ من المال، وكان قد أحب بنتًا من قبيلة حرب حبًّا شريفًا وقد بأدلته الحب، فتقدم لطلبها كزوجة له فتم له ذلك وكان محبوبًا عند القادة ورجال الحامية وسكن بيتًا في حوش خميس المعروف في المدينة، وكانت ظروف عمله تضطره إلى أن يكون بعيدًا عن المدينة وعن زوجته.

وفي أحد الأيام عاد إلى المدينة وكانت زوجته قد توفيت على أثر مولود تعسرت ولادته وتوفي المولود تبعًا لذلك، وكان وصوله بعد العصر فوجد بنات الحي مجتمعات في (الحوش) فسألهن عن زوجته ومفتاح البيت فأحجمن عن إخباره بموتها فظن أنها ذاهبة لبعض حاجتها فترددن بالإجابة على سؤاله لأنهن يعرفن حبه لها وحبها له، إلا أنهن قررن أن يضعنه أمام الأمر الواقع، وبعد إلحاح النساء قامت إليه شابة من شابات الحي وعزته في زوجته وأخبرته بأمرها، ولكن الشابة طلبته أن يكون ضيفًا على بيت أخيها حيث يقيم وإياه، وكان شقيقها يشتغل بتجارة الغنم، أما الشابة فهي بنت بكر لم تتزوج بعد إلا أنها تعيش حياة مليئة بالحب والغرام والعشق.

قام النسوة بعد ذلك وفتحن بيته وأدخلن رحله ونظفن بيته، ولما حضر أخو الشابة أخبرته بما فعلته مع الرجل فشكرها ورحب به، وتعشي وسهر ليلته معه، وبعد ذلك قام الرجل إلى بيته، واجتمعت الشابة بزميلاتها وقالت لهن إنه لن ينام ليلته وسيبوح بما يخالج صدره من حب لزوجته المتوفاة فهيا لنستمع