إنني كنت حريصًا على شعر طلبة العلم الذي كان جيده كشعر الفقهاء، ورديئه لا يصل إلى ذلك، والسبب في ذلك أن سوق الأدب كانت كاسدة، وكان طلبة العلم أو أكثرهم يعتبره مما يصد عن العلم الشرعي الذي هو التفسير والحديث والفقه وعلوم الآلة من النحو والصرف.
ومما يستدل به على رقة طبع الشيخ عبد الله الرشيد ما وجدته في ورقة عندي كنت كتبتها في عام ١٣٦٧ هـ - وكنا نتذاكر دروسنا في مكتبة جامع بريدة التي كنت أشغل وظيفة (القيَّم) لها التي هي بمثابة المدير أو المأمور فيها قيدت في الحال ما يلي:
بسم الله، بينما نحن نطالع قراءاتنا مع الإخوان بالمكتبة في ليلة الأحد الثاني من ذي القعدة عام ١٣٦٧ هـ وصلنا إلى قول صاحب (زاد المستقنع) في الفقه في ذكر الآنية: ولو ثمينًا يريد ولو كان الذي يستعمل من الآنية ثمينًا أي ذا ثمن كثير، فقال لنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي: لقد لبثت مدة في أول ما بدأت طلب العلم أظن أن قولهم - أي الفقهاء - ثمينا يعنون به المكيال الذي هو ربع النصيف وثَمنُ المُدّ أي ولو كان قدره قدر (الثمن) المذكور أو الثمين الذي يوزن به وهو ربع الرطل.
ولهذه المناسبة حدثنا الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج الذي كان معنا في الاجتماع، قال: لقيني أحد العوام، فقال لي: ما معنى قوله تعالى: (وإذا قيل انشروا فانشروا) قال: فذكرت له تفسيرها الصحيح، فقال: هذا ما يمكن أنا أحسبها انشقوا يعني البخور من المبخرة، يعني إذا قيل: انشقوا فانشقوا! !
توفي الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج في محرم من عام ١٣٧٨ هـ.
وقد ذكر الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي العالم المشهور أن الشيخ عبد الله الرشيد من مشايخه ووصفه بما نعرفه عنه قال: