فيه، وكالشيخ محمد بن الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن سليم، الذي إذا دخل السوق سار مسرعًا لم يلتفت إلى أي شيء حتى إنه إذا كان الوقت صيفًا ومعه مهفة أي مروحة من الخوص كالتي مع طلبة العلم وضعها على نصف وجهه وهو يسير.
ومع ذلك كان الشيخ عبد الله الرشيد الفرج إذا تباحث مع الشخص الذي يثق بعلمه أو معرفته للأدب أبان عن طبع رقيق.
ومن ذلك أنه ذكر لي أنه كان نظم قصيدة في عام ١٣٤٩ هـ ثم أحضرها إليَّ بخطه وقد كتب تحتها تاريخ كتابتها أو نظمها في ذلك العام.
وقد بقيت عندي لأنه لم يطلب مني أن أنسخها - مثلًا - ثم أعيدها إليه، وظني أنه كان استخرج لي نسخة منها وهي منشورة بخطه بعد هذا الكلام.
وهي من بحر الطويل، وقد ألحق بها بيتين من الرجز يوصي فيهما بعدم نسبة الشعر إليه - تواضعًا - أن يقال: إنه غير شاعر، ولكنه قال: احذر على مثاله، أي أحذو حذوه والبيتان هما:
إيَّاك لا تنسب له مقاله ... واحذ أخيّ على مثاله
فاهل العقل في الورى يسير ... وضدهم - كما ترى - كثير