حميد لما طلب من الملك عبد العزيز آل سعود أن يصرف مساعدة مالية لطلبة العلم تعينهم على الطلب استجاب له الملك عبد العزيز بأن أرسل مبلغًا من المال وضعه الشيخ عبد الله عند فهد المزيد الخطاف وقرر منه مساعدات شهرية للطلبة وكان فهد المزيد يصرفها لهم بأمر الشيخ عبد الله، كان أكبر نصيب منها وهو اثنا عشر ريالًا فضيًا فرانسيًا بإثبات الألف بعد الراء وليس بحذفها في الشهر، ويقدر المبلغ نزولًا حتى يصل إلى ريالين.
وكان نصيبي منها ستة ريالات فضية كبيرة، كان لها وقع عظيم في نفسي، وكنت بحاجة إليها آنذاك، لأنه ليس لديَّ سبب للكسب وإنما كان والدي رحمه الله له دكان يبيع فيه ويشتري وينفق على بيتنا مما يأتيه من الدكان.
وكان أول راتب صرف لنا بهذه الطريقة عن شهر ذي القعدة عام ١٣٦٣ هـ.
كان الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج معرضًا عن الدنيا لا يشتغل بأي شيء منها من أجل الكسب، أو ليس له من أسباب العيش إلَّا ذلك القليل من التمر والعيش الذي هو القمح المخصص لإمام جامع بريدة، الذي ستأتي قصته وكيفية وجوده في الكلام على ترجمة الشيخ سليمان بن علي المقبل.
ومع ذلك كان طيلة الدهر الذي عرفناه فيه نظيف الثوب والشماغ والمشلح، حتى يبدو مظهره كتاجر من التجار أو فرد من أفراد أسرة عريقة في الثراء، ويزيد منظره بهاء وتميزًا في ذلك أنه أبيض اللون مشرب الوجه بحمرة وجميل الوجه.
وأذكر أنه إذا صادف أن دخل السوق الذي هو سوق البيع والشراء في بريدة كان يمر به سريعًا لا يلتفت إلى أحد فكأنما السوق ومن فيه لا يعنونه بشيء.
مثله في ذلك مثل فريق من طلبة العلم كالشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن الذي إذا دخل السوق لم ينظر إلَّا إلى موضع قدمه، لا يلتفت إلى من يكونون