ملازمًا لطلب العلم في الجامع نبدأ الدرس على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد بعد صالة المغرب مباشرة، إذْ لم يكن يخرج بعد المغرب من المسجد حتى يصلي العشاء، وكنا كذلك وكان أكثر درسه ما بين المغرب والعشاء في النحو والفرائض، وعليه تعلمنا التوسع في هذا العلم فكان الطلاب الذين كنت أحدهم يقرؤون عليه حصة من النحو حفظًا والجميع لهم حصة واحدة، فإذا فرغوا شرح الشيخ الدرس للجميع وناقش الطلبة فيه، وهم من بين فاهم أو مستعد للفهم فيشجعه، وبين متعثر يحاول أن يجعله يفهم.
وأذكر أننا قرأنا عليه ملحة الإعراب، ثم ألفية ابن مالك، وأما الفرائض فإننا كنا نقرأ عليه (متن الرحبية) في الفرائض غيبًا، فيقرر على الدرس ويشرح ويطرح مسائل من مسائل الفرائض على كل طالب مسئلة خاصة، إذا عجز عن فهمها أو عن حلها تجاوزه لمن بعده.
فكان يفرغ من ذلك قبيل آذان العشاء فأبتدئ أنا القراءة عليه إمرارًا و (الإمرار) هو القراءة المجردة في كتاب (مروج الذهب) للمسعودي، وذلك لحرصه رحمه الله على التاريخ والمعلومات العامة.
ويكون أذان العشاء قد أوشك فأقف عن القراءة وذلك كله والشيخ عبد الله بن حميد جالس في المحراب وأنا في مكان المؤذن من روضة المسجد ما دمت أقرأ الدرس.
وبعد أذان العشاء بنحو خمس دقائق أنهي درسي ويكون جماعة المصلين قد بدءوا يتكاثرون فأترك ذلك المكان إلى حيث انتهى الصف الأول ويجلس فيه الشيخ عبد الله بن رشيد يقرا الدرس المعتاد القديم إلى أن تقام الصلاة.
ومن مظاهر كون الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج أكبر طلبة العلم في الوقت الذي ذكرته، وهو عام ١٣٦٤ هـ، وما قبله بقليل أن شيخنا الشيخ ابن