وقد لازم الشيخ عبد الله الفرج الجامعَ طيلة حياته فكان يخطب فيه ويصلي إمامًا في أكثر الصلوات الأخرى، ويقرأ على مشايخه من آل سليم.
وقد عرفته وقد أسَنَّ وكنت صغيرًا، فكان يحضر عندنا درس الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ويناقشنا بعد الدرس في البحوث فيه مع أنه أكبر سنًّا من شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد بكثير إذ ولادة الشيخ عبد الله بن حميد كانت في عام ١٣٢٨ هـ.
وقد رأيت أعدادًا من الناس يتساءلون عن السبب الذي جعل الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج لا يتولى منصبًا قضائيًا، ولا تكون له حلقة خاصة من الطلبة الذين يتعلمون عليه مثل الشيخ صالح الخريصي والشيخ إبراهيم العبيد وهما أصغر منه كثيرًا.
فكان التعليل لذلك أنه لم يكن يحب الظهور، ولم تكن له ذاكرة قوية - فيما زعموا - مع أنني كنت أباحثه فأجده يحفظ كثيرًا من الأحاديث، ولكنه لا يحب الظهور ولا الجدل.
وكنا ونحن صغار في طلب العلم نعتبره أكبر الطلبة الذين يدرسون في المساجد على المشايخ سنًّا.
ومع ذلك كان لا يزال ملازمًا للمسجد الجامع قارئًا فيه على المشايخ.
ومما عرفنا عنه بالعلم وليس بالمعاصرة أنه كان يقرأ على الجماعة قبل صلاة العشاء حتى أدركناه وهو على ذلك فكان في عام ١٣٦٤ هـ وعام ١٣٦٥ هـ يقرأ على الجماعة بعد صلاة العشاء الدرس الذي اعتاد الناس على قراءته على جماعة المسجد، وهو مجرد قراءة في أحد الكتب، ولكن في ذلك الوقت الذي أدركناه كان يقرأ على الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، وكنت