هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ عبد الله بن رشيد بتسكين الراء الفرج بن إبراهيم بن زائد القفاري من قفارات حايل من تميم آل عمرو، ولد هذا العالم في بريدة سنة ١٣٠٨ هـ ورباه والده أحسن تربية وكان رجلا صالحًا مستقيمًا ومؤذنًا في جامع بريدة الكبير فقرأ القرآن وحفظه ثم حفظه عن ظهر قلب وتعلم مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب، ثم شرع في طلب العلم بهمَّةٍ ونشاط ومثابرة فقرأ على العلامة الفقيه الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد، وعبد الله بن مفدَّى وعبد الله وعمر بن سليم، وعبد العزيز العبادي.
وكان عبد الله وعمر آل سليم يستنيبانه على إمامة الجامع الكبير والخطابة فيه، كلما سافرا لحج وغيره، وكان ذا صوت رخيم جهوري الصوت ينسجم معه سامعوه، كثير الخشوع وواعظ زمانه ولمواعظه وقعٌ في القلوب، كثير الذكر الله وتلاوة كتابه، وكثير المطالعة في كتب العلم، ولما تعيَّن الشيخ عبد الله بن حميد في قضاء بريدة لازمه في القراءة، وكان عابدًا ناسكًا ويعتكف في الجامع كل عام.
وبعد وفاة الشيخ ابن سليم تعين إمامًا وخطيبًا في الجامع الكبير ومدرسًا فيه إلى أن تعيَّن بن حميد قاضيًا، وكذا كلما سافر ابن حميد يخلفه، وكان له مكانته ووزنه بين مواطنيه، وله لسان ذكر في ثناءٍ حسن بينهم وآية في التواضع وحسن الخلق، متجردًا للعلم تعلمًا وتعليمًا، عازفًا عن الدنيا مقبلًا على الآخرة.
مرض وطال مرضه ووافاه أجله المحتوم في محرم سنة ١٣٧٩ هـ وله أبناء أكبرهم صالح كان يكنى به رحمة الله عليه (١). انتهى.