للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تولى ابنه صالح إمامة المسجد الجامع والخطابة فيه لفترة من الزمن، فحذا بهذا حذو والده مثلما فعل ابن عمه المؤذن في الجامع نفسه.

وبذلك تولى أفراد هذه الأسرة إمامة الجامع والأذان مدة إذا جمعت أي ضم بعضها إلى بعض زادت على مائة سنة.

وابنه صالح هذا وهو صالح بن عبد الله الرشيد الفرج له قصة، فهو كان من تلاميذنا في المعهد العلمي في بريدة عندما كنت مديرًا له، وكنا نعتبره من الطلبة المجيدين، وقد تخرج منه بتفوق ونال الشهادة الثانوية منه، وهي التي تؤهل حاملها للالتحاق بكلية الشريعة وأصول الدين، أو بكلية اللغة العربية في الرياض، التي كان اسمها آنذاك (رئاسة الكليات والمعاهد العلمية) وهي سميت بعد ذلك (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، وهذه كانت سبيل معظم الطلبة الناجحين، غير أن قلة منهم فيهم صالح الفرج هذا ومحمد بن سليمان العليط لم يذهبوا إلى أية كلية من الكليات وتوقفوا عند الحصول على الشهادة الثانوية من المعهد، زهدًا في الدنيا وخوفًا مما قد ينالهم في دينهم من التوظف والوظائف الحكومية كالقضاء أو نحوه.

ترجم له الدكتور عبد الله بن محمد الرميان، فقال:

صالح بن عبد الله بن رشيد الفرج: تولى الإمامة في الجامع بعد وفاة والده سنة ١٣٧٩ هـ وبقي في هذا العمل حتى استقال سنة ١٣٩٩ هـ فتكون إمامته في هذا الجامع في الفترة (١٣٧٩ هـ - ١٣٩٩ هـ).

ولد في بريدة سنة ١٣٥٠ هـ تقريبًا وتربى على يد والده، وهو من طلبة العلم البارزين، فأخذ العلم عنه ولازم العلماء في وقته، فأخذ عن الشيخ عمر بن سليم (١)، وعن الشيخ محمد المطوع والشيخ عبد الله بن حميد وغيرهم، وكان جُلَّ


(١) توفي الشيخ عمر بن سليم عام ١٣٦٢ هـ وعمر صالح بن عبد الله الرشيد اثنتا عشر سنة، ولا يأخذ عن الشيخ عمر من هو في هذه السن.