سنوية، نقوم بها بواسطة سفينة الصحراء الجمال، فنقطع فيها الفيافي والبراري ببرودة جوه القارص ولهيب شمسه الحارقة وتحت ظلال نجومه الملألئة وذلك لطلب المعيشة، فكانت معظم رحلاتنا إلى بلاد الشام ومصر والعراق وفلسطين لنقل الإبل من سوق بريدة والذي يعتبر أكبر سوق للإبل في العالم في حينه، حيث قال واصفًا الرحلة بدءًا بمرحلة الاستعداد والتجهز، فقال: نحن مجموعة من الرجال نقوم نشتري الإبل ونتزود من الذهاب للرحلة التي تستغرق منا طوال الشهرين الكاملين إذا حسبنا أن التوقف بالتزود من موارد المياه والرعي والمبيت، هذا إذا كان في فصل الشتاء، وأما إذا كان في فصل الصيف (١)، فإن الرحلة تستغرق أقل من ذلك، حيث أن فصل الشتاء تكون الأرض مخضرة والإبل تستفيد من منتج الأرض الأعشاب، وذلك بغرض تسمينها قبل وصولها إلى أسواق الشام وفلسطين ومصر.
ويتكون زهاب الرحلة من الطحين والتمر والكليجاء.
حيث يبدأ الاستعداد ومعرفة أو الاتفاق على عدد الأشرعة التي سترافق الرحلة، حيث أن الشراع الواحد يتكون من صاحب الرعية وشخص ثاني يطلق عليه (الأشكي)(الطباخ) وهو مسؤول عن تأمين الرحلة بالمواد الغذائية، وأيضًا راعي وهو مسؤول عن رعي الإبل، وملحاق وهو مسؤول عن تجميع الإبل، ويسير خلف الإبل أيضًا لتجميع ما انفرد منها بالمرعى، وتتكون الرعية من مائة رأس تقريبًا من الإبل.
نقطة الانطلاق:
يبدأ التجمع لهذه الرحلة ونقطة الانطلاق شمال مدينة بريدة حيث إنه
(١) المعروف أن عقيل (العقيلات) لا يبدؤن رحلاتهم المذكورة في الصيف، وإنما تكون في الخريف أو أول الشتاء.